17 سبتمبر 2025
تسجيل• الأبناء نعمة وهبةـ من أعظم نعم الله على الإنسان في هذه الحياة نعمة الأبناء، فهم نعمة إلهية، وهبة ربانية، يختص الله بها من يشاء من عباده ولو كان فقيرا، ويمنعها عمن يشاء من خلقه ولو كان غنيا، قال تعالى: "لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ" سورة الشورى.فالأبناء هبة عظيمة سألها أنبياء الله أن يهبهم إياها كما جاء على لسان زكريا عليه السلام (رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)وإذا أردنا أن نعرف عظيم منّة الله علينا بهذه النعمة ننظر إلى من حرمها كم هو حزين ومشتاق ويتمنى أن يرزقه الله ابناً أو ابنة تملأ عليه دنياه فرحا وسروراً.والأبناء زينة أيضا، فهم زينة الحياة الدنيا، وهم زهرتها، يخففون عن آبائهم متاعب الحياة وهمومها فوجودهم في البيت كالورود والزهور في الحدائق يقول الله تعالى ( المال والْبَنُون زينة الحياة الدنيا)•أثر الدعاء للأبناء وإيجابيته الدعاء سلاح المؤمن في كل أمور حياته في كل كبيرة وصغيرة، لا يمكننا الاستغناء عن الدعاء والتضرع لله تعالى وطلب العون والغوث منه سبحانه بقدرته وعظمته التي تفوق كل المصاعب والشدائد، والدعاء للأبناء من أعظم أسباب الهداية والصلاح لهم، ولا شك أنه لا تقر أعين الآباء بالأبناء حقيقة إلا إذا كانوا صالحين، لهذا فإن الصالحين من عباد الله يجتهدون في الدعاء لأبنائهم لأنهم يعلمون أن الأمر كله بيد الله عز وجل فيكثرون من الدعاء لهم والتضرع إلى الله ليصلحهم.والدعاء للأبناء بالصلاح والهداية دأب الأنبياء والصالحين فالخليل إبراهيم عليه السلام يدعو لذريته بالصلاح وإقامة الصلاة (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) ونبي الله زكريا عليه السلام، يدعو الله أن يرزقه ذرية صالحة مرضية عنده سبحانه قائلاً: ( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً . يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً)وكان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يؤتى له بالصبيان حديثي الولادة فيحنكهم ويدعو لهم بالبركة، ولنا في النبي محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فهو من أخبرنا بأن دعوة الوالد لولده مستجابة .قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ثَلاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ ) رواه ابن ماجه . فلنحرص جميعا أن ندعوا لأبنائنا في كل وقت ونلح في التضرع إلى الله لإصلاحهم وحفظهم وأن يؤدب لنا أبناءنا ويعلمهم ويتولاهم في كل أمور حياتهم. والدعاء للأبناء بالخير والدعوات المباركات له أثر عظيم على حياة ومستقبل الأبناء.. •قصة والدة الشيخ عبدالرحمن السديسونذكر هنا قصة رائعة لدعوة أم لولدها كُتب لها الاستجابة والقبول من الله عز وجل القصة يرويها معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وهو إمام الحرم المكي الشريف عن والدته عندما كان صغيراً: الشيخ السديس ذكر أنه عندما كان ولداً صغيراً، كان يلعب بالتراب بينما والدته تستعد لتحضير وليمة أقامها أبوه، وقبل حضور المعازيم وبيديه الصغيرتين يأخذ من التراب ويرمي فوق الوليمة، فغضبت منه أمه ودعت عليه قائلة:«اذهب جعلك الله إماماً للحرمين».ما أجملها من دعوة لأم هي في الحقيقة غاضبة من ولدها لإفساده طعام الوليمة ولكنها من حبها له دعت له بأفضل دعوة تتمناها أي أم لولدها فاستجاب الله دعاءها وقر عينها بشيخنا السديس حفظه الله.•أثر الدعاء على الأبناء وسلبيته من الخطأ الذي يقع فيه كثير من الآباء والأمهات أنهم يدعون على أولادهم إذا حصل منهم ما يغضبهم فيتسرع الوالدان بالدعاء على الولد المشاكس أو الذي لا يطيع أوامرهم فيحرضهم الشيطان وقت الغضب من الأبناء على الدعاء عليهم بالشر أو الموت أو عدم التوفيق أو الفشل وغير ذلك من الدعاء السيئ، ولا شك أن هذا مع كونه خطأ قد يذهب بحياة بعض أبنائهم ويجعلهم يتحسرون على فعلهم وقولهم، فالدعاء على الأبناء أيضا لا يجوز ومنهي عنه شرعا.