12 سبتمبر 2025

تسجيل

شهيد لقمة العيش

23 فبراير 2016

على طريقة التعامل مع كلام الشيطان للاتعاظ بما يقول والابتعاد عن مهاوي الردى والجحيم التي يقود إليها، فإنني سألجأ في هذا المقال إلى الاستشهاد بشياطين الانقلابي عبد الفتاح السيسي من الإعلاميين، لنتعرف على الحال الذي وصلت إليه مصر، على قاعدة " من فمك أدينك".ولكن قبل أن أدلف إلى ما قاله شياطين السيسي وأفاكيه الإعلاميين، لا بد من التأكيد أن "جمهورية الخوف"، التي يقودها السيسي تحولت إلى دولة للرعب، ويكفي استحضار أن يُقتل شاب، يبحث عن لقمة عيشه وبعض المال من أجل زواجه، بدم بارد برصاص واحد من جلاوزة السيسي، وربما كانت العبارة الأكثر تكثيفا للمشهد هي التي قالها صديقه مخاطبا السيسي وسلطته الانقلابية: "هو عشان أنتم حكومة تضربوا الناس بالنار؟ ليه يعني، دا أنا صنايعي، أنا أشرف منكم كلكم.. بتاكلوا حق الواد ليه؟"، ما يجعل من السائق محمد عادل "دربكة" يتيما مرتين، الأولى عندما توفي والده في صغره، والثانية عندما غابت العدالة، فصار "يتيم العدالة"، ولكن وللأسف فإن دربكة ليس اليتيم الوحيد، فكل شرفاء مصر "أيتام العدالة المفقودة"، وهم ضحايا "نار" حكومة انقلابية طاغية غاشمة ورصاصها وعنفها وبربريتها، لا يسلم من شرها أحد.هذا العنف والبربرية يجعل من هذا النظام الانقلابي وأجهزته الأمنية خطرا وجوديا على الشعب المصري، خطرا على الإنسان والجغرافيا والديمغرافيا، خطرا على وجود مصر نفسها، ولذلك فإن الحل الوحيد لإنقاذ مصر هو رحيله أو إسقاطه بأسرع وقت ممكن كي لا يحول مصر إلى هشيم تذروه الرياح.وبالعودة إلى شياطين السيسي من أذرعه الإعلامية يقول محمود الكردوسي في مقال له بعنوان "بلد الشهداء" نشره في صحيفة "الوطن" من كثرة الشهداء في عهده، كان آخرهم "شهيد لقمة العيش"، فضلا عن كثرة المطالبين بالثأر، وقال موجها كلامه لزعيم الانقلاب، إن الأهالي غير مسيسين "فدماؤهم طوفان"، وأضاف: "الناس الذين حاصروا مبنى مديرية أمن القاهرة، وقلوبهم ملتهبة على سائق قتله أمين شرطة.. هم الذين رفعوا (ضمن ملايين البسطاء) صور السيسي، واحتموا فيه، واعتبروه مخلصا"، وقال: "كَثُرَ الشهداء يا سيادة الرئيس، وكل من له "شهيد" يصلي عليه، وينتظر ثأره، فمن يثأر لـ"دربكة"؟".أما حمدي رزق، المعروف بصلاته الأمنية والمخابراتية، فكتب في صحيفة "المصري اليوم"، تحت عنوان "إثيوبيا سعيدة جدا"، بأسلوب تعامل السيسي مع أزمة "سد النهضة الإثيوبي"، وأضاف: "هذا ما" يرفضه الشارع المصري، وسيذهب في رفضه إلى سقف خطير، العطش موت، ولا تلوموا العطشى إذا حاق بهم الموت".وذهب ذراع الانقلاب المحرض على ثورة يناير إلى القول في مقال له بعنوان "دولة السيسي الدينية تحبس الأدباء" بصحيفة "المقال"، متسائلا: "ما كل هذا البؤس الذي تزرعه دولتك في طريقنا؟". وخاطب "عيسى" السيسي قائلا: "بعد ثلاثين يونيو، دولتك تسجن الناس من أجل أفكارهم ورواياتهم. ما الذي جرى بالضبط جعل وطنا يستدير معك إلى عصر تفتيش الضمائر، ومحاكمة العقل، وسجن الكتاب والأدباء؟". واستطرد: "دولتك تكره المثقفين والفكر والإبداع وتهوى فقط المنافقين والمتزلفين وناظمي قصائد المديح والمبايعة، هي الدولة التي تستأنف ضد براءة مؤلف. ما كل هذا البؤس الذي تزرعه دولتك في طريقنا؟". وتابع عيسى: "دولتك تتجاهل الدستور بل وتحاربه".أما الإعلامي الانقلابي وائل الإبراشي، فوصف، الحكم على الطفل أحمد منصور شرارة، البالغ من العمر 3 سنوات ونصف السنة، والصادر بحقه حكم بالحبس 28 عامًا في قضايا شغب وإرهاب، بالعار، وقال في برنامجه على الهواء: "الشرطة واحنا ع الهوا راحت بيت الطفل عشان تبحث عنه، شايفين الفضيحة؟ العار اللي بيلاحقنا!".إنه العار الذي يلاحق السيسي ودولته العميقة وجمهورية الخوف، وهو عار لن يمحى إلا بسقوط هذا الانقلاب الدموي، ومحاكمة منفذيه.