13 سبتمبر 2025
تسجيلمن يقرأ في سير الخلفاء الراشدين ومن تبعهم واقتدى بهم من حكّام المسلمين كعمر بن عبدالعزيز وصلاح الدين الأيوبي ليجد أن الرحمة هي سمة لازمة وملاصقة لهم، وكيف لا تكون هذه الصفة كذلك وهم يتأسّون بنبي الرحمة وخير البشر وإمام الأنبياء والمرسلين.. محمد صلى الله عليه وسلم.. (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). تلك الرحمة التي نُزعت من قلوب بعض حكّام العالم العربي والإسلامي الذين نشهد عليهم كما يشهد عليهم العالم بأسره وحشية لم يشهد لها القرن الحادي والعشرون مثيلاً، فمن يشاهد وحشية وبربرية المجرم الطاغية القاتل بشّار الأسد ليجزم بأن هذا المجرم لا تعرف الرحمة إليه طريقاً ولا لأعوانه وأنصاره كذلك في إيران والعراق ولبنان حيث حزب "الشيطان"، ولن أتحدث هنا عن الروس أو الصينيين فلا عتاب ولا لوم عليهم لأنهم لم يدينوا بدين الحق كما "يزعم" من في سوريا وإيران والعراق ولبنان اليوم الذين لم يهتدوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلّم بل تآمروا وغدروا وخانوا الله ورسوله وفعلوا الأفاعيل التي لم يفعلها الصهاينة المجرمون ولا الكفرة الحاقدون على هذا الدين وأهله. إن المتأمّل في سير الخلفاء الراشدين وحكّام المسلمين ممن اختارهم الناس ورضوا عنهم وبايعوهم على السمع والطاعة في كل ما أمر الله ورسوله ليجد قصصاً لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلاً في الرحمة والشفقة والرأفة بمن حكموهم وبمن قادوهم وقاموا على أمورهم، فكانوا ربّانيين عابدين زاهدين يخافون الله ويتقونه في كل شؤون حكمهم لبلاد المسلمين حتى أنهم كانوا يرفضون الحكم ولا يقبلونه إلا بعد إجماع وإصرار الأمة على ولايتهم من فرط خشيتهم من المحاسبة يوم القيامة ومن فرط خوفهم من أن يقصّروا في السعي في مصالح الناس أو أن يخطئوا في حكم أو قضاء بينهم أو أن يلهيهم الحكم والسلطة عن العبادة والتفرغ لها أو أن ينالوا شيئاً من المال ليس لهم فيه حق أو نصيب. إن الذي شاهد مجازر الطغاة في مصر وتونس وليبيا واليمن والآن في سوريا حيث هذا الوحش المجرم بشار الأسد ليدرك بأن هؤلاء الحكّام لا يملكون ذرّة من الرحمة والشفقة على دماء وأعراض وأموال شعوبهم، بل ولا يملكون ضميراً أو نفوساً قانعة وراضية بنصيبها من المال والممتلكات رغم سرقاتهم ونهبهم المستمر طوال فترة حكمهم "الغاصب"، بل يملكون قلوباً قاسية ونفوساً جشعة طامعة خبيثة لا تعرف الرحمة، فتلك المجازر التي نراها في سوريا لا يمكن لأي إنسان أن يتخيّلها ناهيك عن مشاهدتها ورؤية الأطفال والشباب وهم يُقتّلون ويُذبّحون كالخراف بل ويُنكّل بجثثهم أو رؤية الفتيات والنساء وهنّ يستغثن هؤلاء المجرمون ولكن أنّى يعرف هؤلاء الفسّاق الفجّار الرحمة وهم يتأسّون بسيدهم وقائدهم إلى جهنم بإذن الله الذي ورث خصال الخسّة والنذالة والحقارة من والده الهالك حافظ الأسد، وليس هو فحسب.. فإن من عاونه وسانده في إيران والعراق ولبنان من أتباع طائفته العنصريّة الحاقدة فإنهم يماثلونه، تلك القلوب الفارغة من الرحمة والعديمة من الإيمان بالحساب والعقاب في اليوم الآخر، وكيف يكون لديهم ذلك وهم يكفرون بالبعث والنشور ويشوّهون الإسلام بنفاقهم وردّتهم عنه في دواخلهم وبطائنهم الحاقدة على الإسلام وأهله. إننا ندرك الآن كم هي سخيفة تلك الصور التي رسمناها لبعض حكّام العرب والمسلمين بأنهم هم قادة الأمة للخير والصلاح بل وإلى تحرير الأرض والبلاد من رجس الكافرين والصهاينة الغاصبين، كم كانت سخيفة فعلاً تلك الانطباعات التي رسمها الناس لحكّامهم لأنهم أبعد ما يكونون عن الخير والصلاح لهذه الأمة، وأقرب ما يكونون إلى الفساد للعباد والخراب للبلاد، وأقرب ما يكونون للكفرة والصهاينة في عمالتهم ورجسهم وحقارتهم ونذالتهم، وأكثر ما يكونون عدوانيّة ووحشية لشعوبهم، وأتساءل كثيراً كما تتساءل كل الشعوب الآن، كيف لهؤلاء القادة والحكّام أن يملكوا كل تلك القوّة والجبروت وتلك الجيوش والأسلحة التي بطشوا بها وواجهوا بها شعوبهم عندما طالبتهم بالتنحي عن السلطة أو الإصلاح في حين أنّهم خدعونا كثيراً بمواجهة الكيان الصهيوني وعدوانهم له ولم يجرؤوا على إطلاق رصاصة واحدة أو تحريك دبّابة واحدة لتحرير فلسطين والدفاع عن الإسلام والمسلمين؟ أليست تلك خدعة كبرى عشناها في ظل هؤلاء الحكّام الخونة للإسلام والمسلمين الذين كانوا يحكمون مصالحهم ويسخّرون شعوبهم من أجل ترسيخ الولاء والحكم لهم ولأبنائهم وأقاربهم لا العكس تماماً.. فهل هؤلاء يستحقّون الرحمة بعد كل ما فعلوه بشعوبهم وبعد خيانتهم لدينهم وأوطانهم وأماناتهم.. أم أنهم يستحقّون الإعدام.. بلا رحمة.