25 سبتمبر 2025

تسجيل

المتقدم للزواج.. والأمانة

23 يناير 2023

السؤال عن المتقدم للزواج يعتبر من العناصر المهمة لإتمام الزواج حيث إن الإجابة عليه تمثل قاعدة صلبة تستقيم عليها أمة في المستقبل لأن الزواج يشكل بداية تكوين مجتمع صغير يكبر مع مرور الزمن. أما إن كانت الإجابة عن المتقدم للزواج خاطئة أو مغشوشة يمكن أن يبنى مجتمع على باطل ويصيبه التفكك والانهيار ويتحمل الشخص الذي أدلى بالمعلومات الخاطئة إثما كبيرا. هناك من لا يفصح لمن يخطب منهم عن بعض التفاصيل التي قد تؤثر على الحياه الزوجية وإنما يستعمل أسلوب الغش والخداع ولو على حساب غيره فليس ذلك مهما لديه فإنما هو يبحث عن راحته ومصلحته الشخصية بغض النظر عن الآخرين. والقصص في هذا المجال عديدة. على سبيل المثال إحدى العائلات أرادت أن تزوج ابنها الذي أصيب في حادث قديم أثر على إمكانية أن ينجب أطفالا حسب التقارير الطبية دون أن تفصح لأهل الفتاة بذلك وتم الزواج (هذا قبل إلزامية الفحص المسبق) وبعد مرور سنة بدأت الأسئلة تنهال على الزوجة أين الحمل ولماذا لم يحصل وأهل الزوج لا يهتمون بل يطلبون من الزوجة أن تعمل الفحوصات والمسكينة تنتقل من مستشفى إلى آخر والجميع يقولون لها إنك سليمة ويطلبون منها حضور زوجها. تحاول هي باستمرار معه ولكنه يرفض بكل قوة ويتهمها بأن السبب منها هي وأنه سليم يساعده كل أفراد عائلته بالضغط عليها ولكثرة التشخيصات يعطيها أحد الأطباء في الخارج أدوية كعلاج لعل وعسى يحدث الحمل وتلك الأدوية أثرت عليها جسديا ونفسيا وزوجها العزيز يراها كيف تتنقل من مستشفى إلى الآخر في الداخل والخارج وتأخذ أمامه الأدوية بشكل يومي ولا يهتم. من تأثير الأدوية المستمر تدخل إلى المستشفى وتشاء الظروف أن تعرف الحقيقة من احدى اقارب زوجها حينما جاءت لزيارتها في المستشفى الذي تتعالج فيه من التشخيص الخاطئ وقالت لها القصة. تعبت الزوجة كثيرا لتلك الصدمة وقررت الانفصال عن زوجها بعد أن سئمت من تلك التصرفات التي عرضت حياتها فيه الى الخطر. نوع آخر من الناس يعطي معلومات خاطئة ويعدد صفات غير موجودة في الخاطب ويزيد في المدح بدافع صلة قرابته له أو لحصوله على مصلحة شخصية أو حتى لجهالة منه بخطورة الأمر. وتكون النتيجة زواجا سرعان ما يتفكك ويسقط البيت على أصحابه. تلك بعض من نماذج الغش وعدم المصداقية والتلاعب بالرباط المقدس للزواج. فاتقوا الله يا من تسألون عن أمور الزواج واعرفوا بأن إجابتكم أمانة في أعناقكم وأنكم إما أن تقيموا مجتمعا صالحا أو أن تدمروا أجيالا متعاقبة. أتمنى ألا نستعجل في بناء مجتمعنا وأن نضع قواعده على أسس متينة.