10 سبتمبر 2025
تسجيلجدارٌ سميك باللون الأبيض ودرج أصعده كلما أردت الصعود. مكانٌ يعمه السكوت وهواء يخنق عندما اتنفس. الهروب من الحزن أصعب من مواجهته فهو يعد الحل الوحيد، فلم يعد بيني وبين الحزن سوى هذا الجدار الأبيض والصعود هو السبيل الوحيد للهروب. هناك من يستند إلى أفراحه ويتكاسل والبعض الآخر يستند إلى أحزانه ويجعل منها طريقاً للصعود. فقد يعطي في معظم الأحيان دافعاً ويريك الجمال الحقيقي للحياة والعائلة، ويجعلك أحياناً تجد راحة بانضمامك للحياة والنظر إليها مرة أخرى بجمال أكبر. يجعل منك هذا الحزن تقدر المسؤولية والاهتمام بالعائلة وبالوالدين أخص فالنفس الحزينة تجد راحة بانضمامها بعد يومٍ شاق من العمل بين عائلتها فقط، إلى تلك الصديقة الجدار الأبيض التي كُنت استند عليها دائماً ولا يسقط فقط سقطت ولم تعد كذلك، إلى من جعل القلب بارداً ولم يضمني في برد الشتاء ظلَ داخلي مرتجفا برداً وجُمدَ قلبي منذ الخريف، إلى خياراتي الخاطئة التي جعلت عيني ترى النجوم في السماء وقدمي على الأرض تصعد هذه الجبال رغم العقبات، إلى والدي مصدر ثقتي وعشقي الأول دائماً فأنت لا تقدر بثمن ولا تتكرر في الحياة مرتين فأنت نعمة الله علي وهديتي من السماء والعوض في هذه الحياة، إلى والدتي فحين أتكلم عن عمق الحب فأنا أنظر إليكِ فقط كي ترتوي روحي الذابلة فأنتِ الحضن والملاذ الأكثر أماناً والنعيم على الأرض، إلى أخوتي فمن كان لديه أخت تشبه أختي فهو يملك هذه الدنيا ومن كان لديه إخوة يشبهون إخوتي فإنه يملك من القدر أجمله، إلى كل هذا الحزن "الله أكبر".