18 سبتمبر 2025
تسجيلإن ديننا الحنيف هو دين العزة والرقي والتقدم، أمر أبناءه بطلب العلم وحب التعلم فكانت بداية الهدي الإلهي نزولا على رسوله صلى الله عليه وسلم هي الدعوة إلى العلم بالقراءة والمعرفة بداية من (اقرأ باسم ربك الذي خلق) وصولا لمعرفة أن الخالق هو الذي علم بالقلم، لذا اعتبر الهدي النبوي صلوات الله وسلامه عليه الطريق الذي يسلكه طالب العلم للتعلم طريقا موصلا إلى الجنة، فمن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، فعلى درب هذه التوجيهات الإسلامية في رفع الإسلام لمنارات العلم وشعار المعرفة ما دام أنه في خدمة الدين والدنيا، فبعد أن قطع الطلاب الشوط الأول في ساحة العلم والمعرفة فأدوا ما عليهم من واجبات، منهم من اجتهد فكان النجاح حليفه ومنهم من قصر ويجب عليه الانتباه وتدارك ما يجب عليه من تحسين مستواه وتعديل معدلاته ومحاولة تعديل سيره، فلتكن إجازة الربيع فرصة لمحاسبة النفس والوقوف على الواجبات والحقوق، وإياك أيها الشاب النجيب أن تضيع وقتك والحذر كل الحذر من ضياع الزمن، فالوقت يمر بسرعة ولابد من العمل بجد واجتهاد، فإن أصول التربية السليمة وقواعدها الصحيحة تهدف إلى تربية الإنسان الصالح الذي يقوم برسالته على الوجه الأكمل، بحيث تجعله قادرا على التحكم في نفسه وضبط تصرفاته والحرص على احترام القيم الأخلاقية والمثل العليا التي يحيا لها ويحرص على الالتزام بها، فلقد حرص الهدي النبوي على الوصية بالشباب فعلى الجميع أن يستوصوا بالشباب خيرا، لكي يكونوا خير قدوة للعمل الجاد القائم على الإصلاح والإخلاص الصادق، فيحرصون على تلبية نداء الحق والخير وحماية المجتمع من عوامل الفساد والضعف والابتذال والتخلف، ويعملون على تطويره والدعوة إلى البناء والإصلاح والصدق مع النفس لكي يعيش الفرد حياته على جانب من الالتزام والمسؤولية، بحيث يكون صادقا مع نفسه ومع غيره ومع عمله ومجتمعه لا يخاف إلا الله.إن لكل مجتمع عاداته وقيمه وثوابته الخاصة به التي تشكل الرؤية الثقافية التي يعتمد عليها، فإما أن تنطلق به إلى القمة وتحلق به إلى الفضاء أو تهبط به إلى القاع، ولهذا كلما كانت القيم سامية والعادات فاضلة والأمثلة سليمة تبعث في الإنسان الوعي والإدراك والفكر والإبداع والاستقامة والهمة العالية، عندئذ يستطيع كل فرد أن يؤدي دوره المنوط إليه فيصلح المجتمع ويصلح حال الناس، إن وسائل التقنية الإعلامية بمفهومها العام تعد من أهم الوسائل الأكثر تأثيرا في الفرد والمجتمع، مما يجعل لها الأهمية البالغة فيما يبثه وينشره على أسماع الجميع، ويعد الإنترنت المقروء سلعة ثمينة في متجر الوسائل الإعلامية وشكلا متطورا من أشكال الإعلام، حيث يشكل قوالب للفكر والرأي والأخبار، فقد ظهرت هذه القوالب مع النهضة الثقافية والعلمية لتصبح احد أهم خطوط الصياغة الفكرية، ولا ينكر أحد أن لوسائل الاتصال دورا كبيرا في عالم اليوم تتفاوت شدته حسب المجتمعات ومدى انتشار الإعلام فيها، ومن هنا وجب عليه أن يتقن العلم الذي اختص فيه كل الإتقان، فلا يدخر وسعا في الإحاطة بكل ما كتب عنه في شتى اللغات إن استطاع، ويبقى دوما ينور عقله بالجديد من مستحدثات ذلك العلم بالمطالعة الدائبة والاطلاع المستمر في شتى ألوانه ومعارفه، ذلك أن المسلم الواعي الحق في هذا العصر هو الذي يحقق نجاحا علميا عاليا يكسبه في أعين الناس مهابة وإجلالا وتقديرا، فيكون عنصرا فعالا في وطنه فينفع نفسه وينتفع به الناس من حوله فيرفعه ذلك إلى أعلى مراتب المجد والشرف وترتفع بارتفاع دعوته إلى الشأو الذي بلغه، ما دام يمثلها في إخلاصه وجده ودأبه وما دام ينطلق من الروح التي أشاعها الإسلام في جو العلم إذ جعله فريضة يتقرب بها فاعلها إلى الله ويتخذ من العلم وسيلة لمرضاته،فإن وسائل التقنية الحديثة وهذه الاختراعات العجيبة التي ولع به الشباب والشيوخ، لتعد من وسائل النهضة والرقي التي غلبت على حديث الناس الذين يبحرون في مواقعها ويتجولون في جنباتها بالساعات، يقول الله تعالى:(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) إبراهيم:34 لذا يعتبر الانترنت لدي البعض ضرورة ومطلبا وحقا لكل شخص كالماء والهواء ويعتبره البعض مجرد مضيعة للوقت وإهدار للعديد من العادات المهمة، ولقد أمرنا هدي ديننا الحنيف بالاستفادة من كل جديد والتعرف على السبل الجديدة العديدة لتحقيق النفع والبعد عن الضرر، فلقد فتن الشباب اليوم بالإنترنت وولعوا به ولعا شديدا فأصبح جل حديثهم عنه وعن ارتياد مواقعه والإبحار فيه، والجلوس في صحبته الساعات الطوال دون كلل أو ملل، وهذا يدعونا للتأمل في محاسنه ومفاسده حتى نكون على بصيرة من أمرنا، فلتكن أيها الشاب خلقك القرآن ومنهجك الإسلام وشريعتك تظهر عليك علامات الإسلام وأمارات التقوى.