12 سبتمبر 2025
تسجيلعندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة مهاجرا الى المدينة قال:» مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَك» ِ رواه الترمذي وصححه. نعم فمحبة الأوطان فطرة جُبلت عليها النفوس وغريزة إنسانية لا نكير عليها طالما كانت محبة منضبطة بميزان الشرع لا غلو فيها ولا هي قادت لعصبية مذمومة، في هذه الأيام السعيدة تحتفل بلادنا الغالية باليوم الوطني المجيد الذي نتذكر فيه رجال قطر الأوائل وعلى رأسهم المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني طيب الله ثراه، نتذكر كيف وضع الأجداد لبنات الأساس لهذا الوطن المعطاء، نتذكر كيف صبروا وضحوا وجاهدوا حتى تكون قطر حرة أبية عصية على كل طامع، ومازال هذا الوطن الغالي ولله الحمد عصياً على كل طامع وما صمود الوطن قيادة وشعبا ضد الحصار الجائر إلا آية على ذلك الصمود وتلك الإرادة التي حبا الله بها أبناء هذا الوطن وكأن الأحفاد ورثوها من الأجداد، فلله الحمد والمنة من قبل ومن بعد، إن الوطن الغالي وبعد مرور مائة وأربعين عاما على تأسيسه قد انجز منجزات كبيرة استطاع فيها أن يقفز قفزات هائلة حتى أضحى وطنا يشار إليه بالبنان ويعود الفضل في ذلك بعد الله سبحان الله وتعالـى الى القيادات الرشيدة التي توالت على قيادة هذا البلد وبالذات القيادة في عهد سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي يعد بحق باني نهضة قطر الحديثة، ومن ثم جاء سمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ليكمل مسيرة العطاء والبناء، وعلى رغم التحديات التي واجهها الوطن أظهر سموه رباطة جأش، وحكمة وصبر عظيمين فكان الملهم والقدوة لشعبه لاسيما في ظل الأزمة الراهنة التي ظُلمت فيها قطر ممن يعدون أشقاء للأسف الشديد، اننا حينما نشيد بقيادتنا انما نفعل ذلك لنوجه الشكر لقيادة أخلصت لهذا الوطن وتفانت في خدمته حتى صار شكرها واجبا، ففي الحديث الشريف «من لا يشكر الناس لا يشكر الله».، لذلك استحقت قيادتنا وحكومتنا جزيل الشكر على ما قدمته وتقدمه للوطن والمواطن والمقيم من خدمات ارتقت فيها بالوطن الى مصاف الدول المتقدمة وفقاً للكثير من المؤشرات الدولية التي تقيس أداء الدول في مناحي الحياة المختلفة، لذلك وطن العطاء يستحق من أبنائه الوفاء، والوفاء هنا كما هو معلوم لا يقتصر على الاحتفاء بالوطن في يومه وإنما يتعدى ذلك الى كل ما تشمله كلمة وفاء من معنى ولاشك ان من مدلولات الوفاء مبادلة العطاء بالعطاء ويكون ذلك بالتفاني والاجتهاد في العمل لبناء الوطن والوصول به الى أعلى المراتب دوما، وكذلك المحافظة على الممتلكات العامة والحرص على مكتسبات الوطن ومقدراته والاقتصاد في استهلاك الموارد لكي تدوم النعم، ولاشك أن كل هذه المعاني حاضرة في أذهان الكثيرين وإنما أنا هنا مذكرا فيها نفسي واخواني لا أكثر. وفي الختام حفظ الله الوطن ودامت قطر تسمو بروح الأوفياء.