18 سبتمبر 2025

تسجيل

سنة ترحل وسوريا ترتحل!

22 ديسمبر 2015

وقاربت سنة 2015 على المضي .. قاربت على الرحيل وما زال فيها من يأبى أن يرحل عنا ..ستمضي هذه السنة وفيها من آلامنا العربية ما سينتقل من حضنها إلى حضن 2016 بنفس الوجع وبنفس الآهات والألم!في استطلاع لقناة العربية التي أقف ضد سياستها العوجاء في تناول قضايانا العربية، استفاضت مذيعتها في نشرة إخبارية في مساء يوم الأحد الماضي وهي تستعرض أكثر الصور تناولاً في سنة 2015، لتحتل صور اللاجئين السوريين كأكثر المشاهد تداولاً بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ونسيت وهي تسرد الخبر أن ترفق معه بعض ملامح التأثر بما عرضته وبدت وكأنها تقدم مقطعاً كوميدياً وليس مقاطع من حياة انتهت بأصحابها على ضفاف شواطئ أوروبا إما غرقى أو بنصف حياة سرق الموت أحبتهم في بطون البحار والمحيطات التي حملتهم إلى عالم مجهول استقبل بعضهم بالترحيب وآخرون بالترهيب وبدوا كأنهم هاربون من الموت إلى موت آخر لا يقل عنه وحشية وألما ..فأخبروني أي سنة مؤلمة تلك التي سيودعها العالم بصيحاتهم المجنونة والعد التنازلي الذي سيؤذن بانتحار الثواني الأخيرة فيها واستقبال الجديدة منها، وهذه السنة بالذات كانت من أشد السنوات قسوة ووجعاً وإرهاباً ضد الشعب السوري الذي يواجه اليوم أكثر من عدو وأكثر من متآمر عليه من عرب وروس وبشار وعصابته ومجتمع دولي يفتقر لإنسانية في تعامله مع ثورة غدت إرهاباً على شعب أعزل يحمل أطفاله في أكفان وباتت حدائق الأطفال قبوراً صغيرة رطبة تنبشها صواريخ النظام والروس معاً ..لذا لا تسأموا إن واصلنا الحديث عن سوريا ومأساة سوريا، فأنا شخصياً أود ألا تموت هذه القضية في داخلي كما اعتدت على موت وحياة قضية فلسطين دائماً .. فالأعوام تأتي وترحل ووحدها سوريا تترحل إلى كل سنة جديدة في خطى ثابتة لتكون فلسطين أخرى مصيرها الضياع والشتات والنسيان بطبيعة الحال!لا تملوا إن شكونا سوريا كما تشتكي لنا وجعها وخيانتنا لها، فإن طوتها الدنيا وطوتنا معها، فإن للآخرة حساباً لا يمكن أن يغفر لنا تهاوننا المخزي الذي يحدث اليوم أمام دماء آلاف من أطفال وشباب ونساء سوريا يُقتلون تحت ذريعة استهداف داعش التي أدعو الله أن يهلكها ويدمرها ويحيلها تراباً تذروه الرياح دون رجعة بإذن الله تعالى، وفي هذا الحساب فكروا كيف سيكون الموقف وكيف سيكون السؤال، وماذا ستحمل إجاباتنا العقيمة من كل شيء سوى أننا شاركنا كل أعداء سوريا قتلها ونهبها وسفك دمائها وإحالة ثورتها إلى انتقام منها ؟!.. فكروا فإن الله إنما يمهلنا دون أن يهمل والجنة تزدحم بخصومنا! فاصلة أخيرة:اللهم إنا استودعناك سوريا وأهلها، فاجعل هذه الأيام آخر أيام حزنها وآلامها ..اللهم آمين.