16 سبتمبر 2025

تسجيل

تكنولوجيا العلاقات

22 ديسمبر 2013

كانت العلاقات منذ زمنٍ ليس بقصير هي عنوان التفاخر بين الناس، وكان التواصل هو اساس العلاقة، فلم يمض اليوم الا وقد اعطينا لعلاقاتنا كامل الحق وجعلناها نصب اعيننا، والجميع كان يعي احترام تلك العلاقات وتقديرها، فياليت ذاك الزمان يعود يوماًً. علاقات اليوم تحولت الى علاقات تحت مسمى التكنولوجيا، كلما تطورت التكنولوجيا ابتعدنا عن علاقاتنا، كنا لم نشعر بفقداننا لكل من كان معنا قلباً وقالباً في يومٍ من الايام، اما اليوم فأصبح السؤال عن كل من كان امره يهمنا عبر وسائل تكنولوجية حديثة (بلاك بيري — انستغرام — كيك — وآخر ظهور اقصد به الواتس اب) هذه التكنولوجيا التي ابعدتنا عن كل من كان يسعدنا يوماً ويرفع سماعة هاتفه ويتحدث معنا ويشاركنا افراحنا واحزاننا، وبنبرة اصواتنا كان يعلم مدى فرحنا او همنا، اما اليوم فلا حول لتلك العلاقات ولا قوة، فبالكتابة والرد نتواصل، ابتعدنا وابتعدت القلوب عن بعضها، واصبح التعامل صعبا للغاية فإرضاء الجميع هو امر مستحيل كما يقولون. تحت اسم الظروف اصبح الجميع يختبئ ويبرر ابتعاده بتلك الظروف التي قد لا يكون لها اساس من الوجود، ولكن لله نرفع شكوى القلوب، تجد في يومنا طرفا لم يؤثر فيه تطور التكنولوجيا المزعومة، اما طرف قد تأثر وتغير بـ180 درجة تقريباً او اكثر، اصبح الطرف الذي لم يتغير كل همه ان يسأل عنه احد احبابه، ولكن بين محطات الانتظار تعب ولا جدوى فحزم امتعته ورحل وودع تلك العلاقات التي اصبحت تحت رحمة التكنولوجيا. من المؤسف فعلاً ان تتحول الروابط الاجتماعية والعلاقات السائدة الى علاقات شبه منعدمة بعدما كانت تأخذ الحيز الاكبر في حياتنا، ولكن لا حياة لمن تنادي فقد سئمنا من العتب واللوم وان كانت القلوب ميتة فلما نرفع الصوت وفي الملأ ننادي. فشلت الكثير من العلاقات لأسباب منها (ان يتوقع طرف من الآخر اموراً ينتظرها فيحدث ان يخيب الظن لآماله وتوقعاته — ارتباط العلاقات بمنافع ومصالح خاصة ما ان تنتهي تتغير العلاقه — وغيرها ). ليس كل يوم نستطيع ان نبحث ونكون علاقات بيننا وبين الناس، ولكن كل يوم نموت تحت ظل علاقه لم ترونا من الماء قطرة، وليتهم يفهمون اننا نعاني من اهمالهم وعلى وشك ان نحزم امتعتنا ونرحل عن حياتهم ولن نعود ابداً. لحظة: ان كان لا داعي لوجودنا بينكم فاخبرونا، فانتم لستم اول من يتركنا وعلى الاقل كونوا اول من يصارحنا.