13 سبتمبر 2025
تسجيلتلك الاعترافات الخطيرة التي أدلى بها بعض أشباح وأصنام وأزلام وأوثان وعبدة الرئيس السوري بشار الأسد " قاتله الله " والذين سقطوا في أيدي الجيش الحر والثوّار الأحرار في سوريا الحبيبة عندما أعلنوا وبصراحة أن من يقف وراءهم في دعمهم لذلك القتل والتنكيل والتعذيب للأبرياء من الناس هو المدعو حسن نصرالله أو حزب "اللات" أو ما يعرف بحزب الله اللبناني " إن صحت نسبتهم إلى لبنان انتماءً " واعترافات آخرين بأن ايران تقف وراءهم وتدعمهم .. تلك الاعترافات يجب ألّا تمر مرور الكرام على أي محلل أو أي متتبع ومتابع للأوضاع الجارية في الدول العربية وبالتالي فهي كذلك يجب أن لا تمر مرور الكرام على رجال السياسة وقادة الدول وحكامها دون أن نفهم حقيقة ما يحاك من خيوط عنكبوتية هنا وهناك. وفي حال صحّت وثبتت تلك الاعترافات أم لم تصح وتثبت فإنها يجب أن تضاف إلى اعترافات مجموعات وخلايا إرهابية أخرى تم اعتقالها مؤخراً في الكويت وقطر بالتخطيط لعمليات إرهابية أو انقلابية في البحرين وغيرها من الدول، كما أنها يجب أن تضاف كذلك إلى تلك الخلايا الجاسوسية التي تم اكتشافها واعتقالها مؤخراً في مصر قبل الثورة إضافة إلى التهديدات الايرانية شبه الدائمة بإغلاقها لمضيق هرمز في حال تعرضها للضرب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية "الأمر المستبعد حدوثه" كل تلك الاعترافات أو الاكتشافات أو المستجدات تجعلنا نفكر بصوت عالٍ أكثر من ذي قبل لمعرفة ما يدور حولنا من أسرار خفية يجب أن يبوح بها الجانب الإيراني بشكل جاد بلا مماطلة أو " تقية " أو أي لون آخر من ألوان قلب الحقائق أو إخفائها على دول الخليج العربية التي اعترفت مؤخراً بأن ايران قد تجاوزت الخطوط الحمراء في تدخلاتها الأخيرة في شؤون الدول العربية كما في سوريا على وجه الخصوص وفي شؤون الدول الخليجية كما في البحرين على وجه الخصوص كذلك، كما أننا لا ننسى في هذا الإطار دعمها للحوثيين في اليمن ليكونوا شوكة في خاصرة المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج العربية الأخرى فيما يشكل استدارة من الخلف في وصف القادة العسكريين في المعارك، ولعل ورقة الحوثيين هي التي استخدمها الرئيس اليمني لتخويف الآخرين بها كما قد استخدم ورقة القاعدة وطالبان وغيرها من الأوراق الخاسرة التي استخدمها القذافي من قبل فلم تدفع عنه ذلك المصير المحتوم والخاتمة السيئة. ولقد أعلنت دول الخليج العربية بعد تلك التجاوزات الإيرانية .. أعلنت بأنها قد رفعت درجة التعاون المشترك إلى درجة الاتحاد وهو الأمر الذي كان ينبغي على دول الخليج العربية أن تشرع فيه منذ سنوات بدءاً من حرب الكويت إن لم يكن قبلها أيضاً، فإن دول الخليج العربي أصبحت في منطقة ملتهبة من الصراع والأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تجعلها يجب أن تدرك بأنها ليست في غنى عن بعضها البعض ولا في غنى عن المساعدات والمعونات إن لزم الأمر، ولكن الإعلام الخليجي لعب دوراً وللأسف في زيادة شعور "الأنا" لدى كل دولة على حدة، حتى استغنت دول الخليج عن بعضها البعض وأصبح تعاونهم ومجموع استيرادهم من الدول المعادية لهم يفوق تعاونهم واستيرادهم فيما بينهم، بل أصبحت المشروعات المشتركة من خطوط سكك وشبكات ربط كهرباء وجيش موحّد وعملة واحدة وغيرها من مشروعات التعاون .. أصبحت شبه بعيدة المآل، وقد طالب الدكتور عبدالله النفيسي منذ عدة سنوات إلى تكوين كونفدرالية بين دول الخليج العربي كي لا تذوب وسط التكتلات العالمية التي أصبحت تدوس بقدميها كل الدويلات الصغيرة على وجه الأرض، حتى أصبح استعمال درع الجزيرة لأول مرة في البحرين بمثابة الأمر المستغرب والمستنكر من قبل أعداء المنطقة، بينما هو في الواقع شأن داخلي وفق أطر قانونية دولية حالها كحال أي قوة دفاع مشتركة في العالم. إننا يجب أن نعترف بأننا لا نستغني عن بعضنا البعض كدول خليجية وعربية إسلامية تتميز بتناغم كبير وواضح بين مصادرها وطبيعتها بل وشعوبها، وأن نترجم ذلك التماثل إلى تحالفات وتكتلات في وجه الطامعين، فليس من المعقول أن نبدأ في تسريح جيوشنا ونعتمد على القوات الأمريكية في الدفاع عن أنفسنا، وكما ذكرنا بأن القوات الأمريكية إنما جاءت لحماية مصالحها فحسب، ناهيك عن قيامها بسياسة "فرق تسد" كما فعلت في العراق من أجل ضمان بقائها لأطول فترة ممكنة، ولا أستبعد قيامها بالسياسة نفسها بين دول الخليج من أجل ضمان بقائها كحامية لنا من إيران، بينما هي في الوقت ذاته، تحمي ظهر إسرائيل وربما تحافظ على وجود الخطر الإيراني على الدوام، كي نظل معتمدين عليها حتى في حماية أنفسنا. إنني في هذا المقال المعنون بـ "اعترافات خطيرة" يجب أن لا أنسى كذلك أن أعترف بأني قد أخطأت في التعبير ربما في بعض المفردات التي أوردتها في مقال قديم لي بعنوان "بصراحة عجبتوني" وقد كتبته مدحاً للموقف الإيراني وتصلّبه أمام الغرب في شأن الملف النووي وكنت قد تماديت ربما وقتها في مدح تلك الشجاعة لأنني قصدت أن أشجّع الدول العربية والإسلامية على الوقوف أمام العالم الغربي وأمام الولايات المتحدة الأمريكية في عدم الخضوع والخنوع لكل إملاءاتهم وسيطرتهم علينا، قاصداً بذلك أن نقتدي بالمثال الإيراني في هذا الجانب ولا يعني ذلك أنني مع تلك السياسات التي تنتهجها إيران في العالم العربي والإسلامي، أو أنني مع تلك العقيدة الباطلة التي تحرك "حزب الله" في مقاومته التي اكتشفنا أنها بالونة مليئة بالهواء الفارغ، إنها اعترافات يجب أن أسطرها لكم قبل أن يجف مداد القلم وأن أبرأ إلى الله من كل قول أو عمل يغضبه سبحانه وتعالى ..والله ولي التوفيق.