15 سبتمبر 2025
تسجيلإليزابيث هيرلي.. مواطنة إنجليزية تعيش في مدينة دبي منذ أكثر من سبع سنوات، ليست كاتبة ولا مؤلفة ولا حتى إعلامية.. مجرد مواطنة وجدت فرصة عمل لها في دبي الغنية وحضرت ومنذ اسبوع فقط شعرت بأنها لم تكن في غربة أبداً وإنها بالفعل تعيش في بلدها وربما في بلد أشد حميمية من وطنها البارد!.. لربما تتساءلون الآن ما سبب استضافة الآنسة (هيرلي) في مقالي اليوم رغم البعد الجغرافي الذي بيننا ولكن دعوني أولاً أقدم للمذكورة أعلاه أسفي واعتذاري الشديد لها على شعورها وكأنها في وطنها بينما الحقيقة تقول إن إنجلترا تبعد عن دبي آلاف الأميال!..أعتذر لها لأنني شعرت بأنه يجب أن تقف الدول الخليجية والعربية مجتمعة لتقديم الاعتذار لهذه السيدة التي سنت قلمها العذري وكتبت مقالة من سطرين تقول فيهما: (دبي تصنع أكبر شجرة كريسماس في العالم وأبوظبي تقدم أغلى شجرة كريسماس في العالم.. كم أنا سخيفة لأنني ظننت بأنني أعيش في دولة مسلمة)!!.. حسناً.. ماذا نريد أكثر من هذا؟!..ماذا نريد ونحن نشهد أكثر من (41،000،000) دولار يرميها صاحبها رجل الأعمال الإماراتي (خليفة خوري) لصنع شجرة كريسماس مرصعة ويتم الإعلان عنها كأغلى شجرة في العالم في وسط المدينة العربية المسلمة؟!!.. لماذا؟!..لماذا؟!.. فوالله إني لا أملك غير أداة الاستفهام هذه لعل وعسى أجد من يخرسها في نفسي المتنازعة حول إسكاتها أو إطلاقها!..لماذا هذه (البهرجة الفارغة) التي جعلت من (هيرلي) تعتقد انها سخيفة بينما في الحقيقة نحن التافهون الذين لم يردعنا دين ولا تمنعنا تقاليد ولا هوية ولا أخلاق في إضحاك العالم الغربي علينا والذي يجب أن يكون فارسا مثل هذه الأفعال المشينة التي تحسب له باعتباره عالما كاثوليكيا تتكاثر فيه الديانات كما تتكاثر البدع في أوساط العرب والمسلمين وهو الأحق بأن تعلن موسوعة غينيس القياسية على أراضيه عن أكبر وأغلى شجرة كريسماس وليس العكس؟!!.. من الأحق بأن يشعر بالسخافة، نحن مجتمعون على بكرة أبينا أم (هيرلي) التي لاحول لها ولا قوة في شعورها الذي أعتذر لها عنه بصفة شخصية؟!.. لماذا نكون فرساناً في (المخازي) وفئراناً في (المعالي)؟!..لماذا يحق لـ (هيرلي) أن تشعر بما شعرت ولم تنازعنا أي ذرة من الإحساس ونحن نعلن في دبي أكبر شجرة كريسماس وفي أبوظبي أغلى شجرة كريسماس وكأننا نعلن عن فتوحات جديدة للأمة العربية؟!.. بربكم هل في نيتكم أن أموت قهراً وكمداً؟!.. اطمئنوا فأنتم تقدمون جهداً طيباً لتحقيق هذه الغاية!!..ألم يعد يكفي ما نحن فيه ليأتي هذا الإعلان ويسقط ورقة التوت المعلقة بخيط رفيع عن عورة الجسد العربي الغارق في الملذات ولم يعد يشغله من أمر أمته شيئاً؟!!..فإن كانت الحكومات التي تتعلق برقابها آمال ومستقبل الشعوب والأجيال تسمح لهذه (السخافات) أن تحدث وسط مرأى ومسمع العالم وكلنا فخر بأن الذي يجري يرفع من قيمة أسهمنا في سوق المهازل فكيف لي ولغيري من (الخارجين عن السرب) أن يؤثروا أو أن يكون لهم صوت مسموع؟!..والله حرام!.. اهدأوا فنحن لم نفق بعد من البلاوي التي تخرج لنا بوجهها القبيح كل دقيقة بين ظهرانينا ليأتي خليفة خوري وأمثاله ويكشف عن قناع آخر بشع يجبر رعايا الكريسماس على الشعور بالسخافة بينما هو شعور من المفترض أن يكون بعيداً عنهم ولهم العذر فقد كانوا يظنون بأنهم يعيشون في دولة مسلمة!!.. والله قوية!..حسناً يا إليزابيث أريحي ضميركِ فعلى الأقل أصبحتِ تشعرين بأنكِ في وطنكِ وهذا بحد ذاته إحساس لا يضاهيه إحساس وربما حسدكِ عليه الملايين من المغتربين الذين لا يزالون يشعرون بأن الغربة فيهم جاثمة على صدورهم!..أما أنا وأمثالي فدعيني أفكر بمناسبة قادمة تجعل من ممثلي غينيس القياسية يزورون المنطقة وتتعود أقدامهم على خريطة الطريق إليها ويسجلون إبداعاتي وطبعاً لن تكون إبداعات في العلم أو ما شابه فهذا انتهى من حيث انتهى به زويل المصري واختفى!.. فالطفلة لدينا إن كانت ترقص وتغني عُـدَّ ذلك إبداعاً وتكون الطفلة المعجزة، بينما من تحفظ القرآن الكريم وعمرها لا يتعدى سبع سنين نعتها الكثيرون بأنها مصابة بالشيخوخة المبكرة أليس هذا الحاصل بيننا أم إنني أعاني أيضاً من الخـَرَف المبكر أجاركم الله منه؟!!.. لستِ سخيفة يا إليزابيث فالدار داركِ ونحن الضيوف وإن لم تكفك ِ سماءنا لتستظلي بها فهناك من أشجار كريسماس الكبيرة والغالية ما يجعلك تنعمين بالظل تماماً مثل سماء لندن ولكن بفارق وحيد بسيط لا تهتمي له وهو ان سماءنا عربية مسلمة وأشجاركم غربية مسيحية فقريباً ستتبدل الأماكن وسنتمنى لو شجرة عربية تصمد للبقاء بيننا!.. رحمتك يارب! فاصلة أخيرة: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!.. أكتفي بهذه الكلمات!