14 سبتمبر 2025

تسجيل

الإعلام الفرنسي يخرج عن نطاق الممارسات الأخلاقية التي ينادي بها

22 نوفمبر 2022

انطلق مساء الأحد العرس الكروي في دولة قطر، وتحقق الحلم الذي انتظره العرب والمسلمون لسنوات وعقود طويلة، لقد كان ملعب البيت التحفة المعمارية قبلة للعالم مساء الأحد، حيث اتجهت له الأنظار من كل بقاع العالم لمشاهدة حفل الافتتاح المبهر والذي جمع بين الأصالة والمعاصرة، وقدمت لنا قطر من خلاله لوحات فنية مبهرة تجلت في طيات الحفل الكثير من قيم التسامح والقيم الإنسانية، وأيضا قيم الأخوة والمحبة التي تجمع كل العالم، لقد كانت فقرات الحفل متناسقة ومرتبة وجميلة من حيث العرض والتقديم والإخراج، فهذه الصورة التي قدمتها قطر عبر مختلف الشاشات العالمية تعكس طموحها الكبير لتنظيم بطولة خرافية على الأراضي القطرية، فهذا الحفل لم يكُن خبرا عاديا في مختلف وسائل الإعلام العالمية والعربية، حيث تناقلته كل القنوات الفضائية والجرائد والإذاعات ومختلف منصات التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية، وأغلب وسائل الإعلام العالمية أشارت وأشادت بالتنظيم المحكم والإخراج المبهر وجمال حفل الافتتاح الذي يعكس قدرة دولة قطر على تنظيم التظاهرة الرياضية الكبرى في العالم، كما تفاجأ الجمهور العالمي المتواجد في قطر بالتنظيم المحكم والدقيق لكل فعاليات المونديال سواء في المناطق المخصصة للفيفا أو في المناطق التي خصصتها دولة قطر للمشجعين لمتابعة كل الفعاليات والمباريات في الحدائق والشواطئ والأماكن العامة. ولكن الصحافة الفرنسية بمختلف أطيافها وأشكالها وألوانها لم يعجبها نجاح دولة قطر في تنظيم حفل الافتتاح ولم يعجبها الإخراج والتنظيم وحتى المباراة الافتتاحية استغلتها لأجل الكشف عن الكره والحقد تجاه العرب والمسلمين، لقد خصصت مساحات كبيرة عبر مختلف الجرائد والمجلات للحديث عن الحدث الأكبر في العالم، وذهبت في منحى بأن قطر فشلت في تنظيم حفل الافتتاح، رغم أن كل وسائل الإعلام العربية والعالمية كانت حاضرة في مكان الحدث وأشادت بالحفل الخرافي الذي قدمته دولة قطر والذي يحمل دلالات قوية ورسائل كثيرة لكل من يشكك في قدرة دولة قطر على تنظيم هذه التظاهرة العالمية، كما اتهمت هذه الصحف بأن دولة قطر حديثة في كرة القدم ولهذا فشلت في تنظيم حفل عالمي، ولكن الرد على مثل هذه الأكاذيب والشائعات كان من الإعلام الأجنبي نفسه الذي كشف عن الاستعدادات الكبيرة التي قامت بها قطر لتنظيم هذه البطولة العالمية، حيث أشارت مختلف وسائل الإعلام الأجنبية إلى الإمكانات الضخمة التي وفرتها دولة قطر من بنى تحتية وملاعب وفنادق وطرق ومحطات المترو والمحلات التجارية وأماكن الترفيه لأجل تقديم نسخة فريدة من نوعها لكأس العالم على الأراضي العربية المسلمة. وامتد جنون الإعلام الفرنسي وتناقضاته في الطرح والمعالجة العشوائية للأخبار إلى محاولة تشويه صورة قطر من خلال اتهامها بأنها نجحت في تنظيم اللعبة العالمية من حيث التجهيزات، ولكنها على الأرض فشلت، ويقصد الإعلام الفرنسي بذلك خسارة المنتخب القطري للمباراة الأولى في حفل الافتتاح، وجعلت من خسارة المنتخب القطري فرصة كبيرة لأجل تشويه إنجازات قطر في مختلف المجالات، كما أن الحقيقة أصبحت معروفة لدى الرأي العام العالمي، وأن العرس الكروي انطلق في دولة قطر ولن يتوقف، أما خسارة المنتخب القطري للمباراة الأولى فهذا يعتبر خبرا عاديا في مثل هذه التظاهرات العالمية، لأن كل المنتخبات التي تستضيف البطولة تكون تحت الضغط النفسي والجماهيري، وسيعود المنتخب القطري في المباريات المقبلة من الكأس. الإعلام الفرنسي الذي يدعي بأنه ملتزم بأخلاقيات الصحافة والقوانين الإعلامية ومواثيق الشرف ومدونات السلوك، وأيضا يكافح لأجل حرية التعبير والرأي، ولكن الحقيقة غير ذلك، لأن الإعلام الفرنسي بهذه السقطات المتتالية يكشف للرأي العام العالمي بأنه يتلاعب بالحقائق ويستخدمها وفقا لأجندته وأهدافه ومصالحه، ولا يهمه الجمهور الذي يتابع الأخبار التي تنشر كل صباح على صفحات الجرائد الفرنسية، تصوروا معي ماذا ستقول الجماهير الفرنسية المتواجدة في دولة قطر عما تنقله الصحافة الفرنسية عن بطولة كأس العالم وحفل الافتتاح، طبعا، سيشعرون بالحسرة والألم مما تنقله هذه الصحف من أكاذيب وتهم جاهزة في المخابر الفرنسية. تابعت صباح الإثنين أغلب الصحف الفرنسية وما نشرته عن كأس العالم في قطر 2022، فوجدت أغلبها تبحث عن الهفوات والأخطاء التي يمكن أن تحدث في حفل الافتتاح، حتى أن بعض الجرائد ذهبت إلى اعتبار حفل الافتتاح فرصة لجمع الإخوة العرب في قطر، وأن دولة قطر استغلت الفرصة لاستعراض قوتها في منطقة الشرق الأوسط، وأيضا الحديث عن تجربة قطر مع كرة القدم واعتبرتها حديثة العهد بممارسة كرة القدم، وهناك من تحدثت عن الانقسام الحاصل داخل المجتمع الفرنسي بين السياسيين فيما يخص مساندة تنظيم دولة قطر لكأس العالم، وهناك جرائد أخرى لم تتناول خبر افتتاح كأس العالم، واستغلت الفرصة للحديث عن المدربين الأجانب الذين يعملون في النوادي القطرية، وبهذه الأخبار يمكن لنا القول بأن أغلب الصحافة الفرنسية بمختلف أطيافها ومدارسها وأقلامها اتخذت أسلوب التصيد والبحث عن الأخطاء وتزييف الحقيقة والكذب على الرأي العام العالمي، الذي اكتشف الحقيقة مساء الأحد عبر الشاشات العالمية، كما أن الجمهور العالمي المتواجد في قطر اكتشف أن ما ينقل عبر مختلف وسائل الإعلام الأجنبية لسنوات طويلة عن العرب والمسلمين يعتبر افتراءً وكذباً على الشعوب العربية المسلمة، وأن الحقيقة ليست كذلك. عندما تجولنا في شوارع الدوحة وفي حدائقها ومختلف الأماكن العامة لاحظنا بأن الأجانب من مختلف الدول العالمية معجبون كثيرا بمختلف عادات وتقاليد الشعب القطري وبثقافته وكل رموز الدولة القطرية، كما أن الكثير منهم اعتبرها فرصة لاكتشاف الأكلات القطرية واللباس العربي، وأيضا معرفة مختلف الأماكن السياحية سواء داخل قطر أو في دول عربية أخرى مجاورة، كما أن وسائل الإعلام العالمية ساهمت عبر مختلف الشاشات والإعلام الإلكتروني في نقل هذه الحقائق يوميا إلى الرأي العام العالمي. وسيستمر الإعلام العربي والعالمي في نقل مختلف الأحداث والفعاليات التي تحدث على أرض الدوحة، وسيكتشف الغرب الحقيقة التي أخفيت عنه لعقود طويلة، أو تصحيح الحقيقة المشوهة التي رسمتها الكثير من وسائل الإعلام في مخيلته عن العرب والمسلمين والإسلام، لأن الإسلام اقترن لدى الغرب بالإرهاب والتفجيرات والجريمة والعنف، ولكن الحقيقة سوف يكتشفها على أرض قطر، وأن الإسلام هو دين سماحة وسلام ومحبة وهذا ما ترجمته الكثير من اللوحات الفنية في حفل الافتتاح، كما أن الجمهور العالمي بدأ يبحث عن حقيقة هذا الدين من خلال الأماكن التي خصصتها دولة قطر لذلك. ما كتبه الإعلام الفرنسي أو سيكتبه في الأيام المقبلة لن يعجز دولة قطر عن تنظيم أفضل بطولة عالمية في كأس العالم عبر التاريخ، لأن الواقع يكشف عن حجم التحضيرات والتجهيزات التي قامت بها قطر لأجل تنظيم هذه التظاهرة العالمية، وما قدمته في ملفها قبل إحدى عشر سنة، أصبح مجسدا على أرض الواقع من هياكل ومرافق وملاعب، وما كشفته لحد الآن يعتبر جزءا قليلا من الكثير الذي سيكتشفه الجمهور العالمي في هذا العرس الكروي، وما كتبته الصحافة الفرنسية من أكاذيب وشائعات وما قامت به من حملات دعائية كاذبة وبأقلام مأجورة وبتدعيم من جهات عدة، سيضرب مصداقية هذا الإعلام ويقذف به إلى مزبلة التاريخ، لأن حقيقة هذا الإعلام انكشفت منذ زمن طويل، ويجب علينا كعرب ومسلمين أن نستثمر في الآلة الإعلامية للرد على مثل هذه الهجمات المستمرة على العرب والمسلمين. وسيبقى بعض الإعلام الأجنبي تزعجه نجاحات الدولة العربية والمسلمة، ويعتبر نفسه صاحب الريادة والتفوق، وأنهم أصحاب الكرة والعقل والتفكير والعلم والتكنولوجيا، وأن إعلامهم قادر على تغيير الحقيقة مهما كانت على أرض الواقع، وسيعملون بمختلف الوسائل والطرق لأجل تشويه صورة الإسلام والمسلمين وإنجازاتهم ومحاولة تقزيمها وإظهارها للعالم بأنها مغشوشة وأننا غير قادرين على النجاح في مختلف مجالات الحياة، ولكن الحقيقة غير ذلك، لأن الإعلام الأجنبي يغطي على أزماته الداخلية وفشله المستمر داخل المجتمع من خلال توجيه الرأي العام نحو القضايا الهامشية، ولو انشغل بجزء منها فقط لرأينا أن هذه المجتمعات عاجزة عن توفير أبسط الأمور لشعوبها، ولهذا يجب علينا أن نستثمر في بناء المؤسسات الإعلامية لأنها السلاح الذي نحتاجه في مثل هذه المناسبات سواء كانت لها علاقة بالرياضة أو السياسة أو الاقتصاد أو الحروب.