16 سبتمبر 2025

تسجيل

الأم الأخطبوط

22 نوفمبر 2020

عفواً أحتاج منكم خمس دقائق وذهناً صافياً وتركيزاً، ما الدور الذي تقوم به الأمهات في الوقت الراهن؟ وما الأقدار التي جعلت الأمهات يعشن الضغط النفسي والجهد البدني والاستنزاف المالي في الظروف الراهنة ؟ من منا يمكن أن يتحمل ما هو ملقى على عاتق هذه الأم العظيمة؟ مسكينة والله.. الأم. هي الأم الأخطبوط التي عليها أن تؤدي واجباتها نحو ربها، والتزاماتها نحو والديها وأخوتها، وتتودد لزوجها حبا وفنا، وترعى عيالها تعليما وتربية، وتدير شؤون بيتها ماليا وإداريا، وتؤدي حقوق وظيفتها سواء عن بُعد أو مباشرة في مقر العمل، وفوق هذا كله فإنها تقوم بطبخ الغداء والعشاء رغبة لما يحبه العيال و" أبوالعيال ". هذه الأدوار التي تقوم بها وهي راضية مبتسمة متحملة أن تحرق أصابعها شموعا لتنير للآخرين بسمتهم. ألا يحق لها أن تستريح وتأخذ إجازة خاصة ؟ ألا تستحق هذه المخلوقة الرائعة التقدير والاحترام وأن يقوم مجتمعها الصغير بلف كفيها بقطع الحرير الزبردج، كلنا يقدر الأم ولكن من منا يترجم هذا التقدير عمليا ؟. في عصر التعليم والتعلم عن بُعد يزداد العبء على " حلوة اللبن" وتعيش ضغطا جديدا كان قد تكفله عنها سابقا المعلمون والمعلمات – جزاهم الله عنا الخير كله-، لكن اليوم الأمر مختلف، فهي تعود من العمل لتبدأ رحلة جديدة مختلفة في متابعة تدريس العيال وضمان التزامهم بالفصول الافتراضية وتكرس جهودا إضافية لضمان استيعاب أطفالها المفاهيم العلمية وتمكنهم منها، هذا الأمر قد يكون في الفترة الصباحية أيضا عندما تؤدي الأم وظيفتها عن بُعد. لك أن تتخيل ما هي هذه الآلة التي يمكنها أن تقوم بستة أشياء في آن واحد، وعليها أن تتقنها كي ترضي ربها وضميرها وتشعر بالسعادة الداخلية. يا الله كم أنت عظيمة يا "أم الجميع". مجموعة نقاط بودي أن أضعها على طاولة المسؤولين كي نخفف من معاناة الأم في مواجهة التعليم عن بُعد، خلكم معي: •تعميم نظام العمل بالإنتاجية للموظفة الأم، أي أن لا تلزم الأم العاملة بالذهاب لمقر العمل من أجل القيام بمهامها، فيمكنها القيام بذلك وهي في بيتها، فتعمل على متابعة أبنائها في دروسهم وانتظامهم في الفترة الصباحية، وهي بنفس الوقت تقوم بأداء مهامها الوظيفية. كل ما على مسؤوليها في العمل هو تحديد المطلوب منها والوقت الذي يجب فيه تسليم هذه المهام. •تكييف المناهج واختصارها، فوزارة التعليم والتعليم العالي تدرك أن الوقت المتاح للتعليم والتعلم قد تم تقليصه، وأن المناهج الدراسية لم يتم اختصارها وتكييفها لحد الآن. هذا يضيف عبئا على المعلم نفسه وعلى الأم أيضا. لماذا لا يقوم التوجيه بوزارة التعليم والتعليم العالي باختصار المنهج والكتاب والاقتصار على المهم من المفاهيم والمعارف التي تعتبر ضرورية لانتقال الطالب إلى المستوى الأعلى ؟ يمكننا بسهولة إزالة الحشو المعلوماتي الإثرائي في هذه الفترة الحالية – وهي مؤقتة بإذن الله – من أجل تخفيف العبء عن كاهل الأم. •بخصوص جدولة الدروس أون لاين فيمكن أن تكون في الفترة الصباحية للطلاب الأكبر سنا، بينما يكون عرضها للتلاميذ الأقل سناً في فترة ما بعد العصر، هذا يجعل الأم أكثر ارتياحا لانها ستكون متأكدة بتواجدها مع الأطفال الصغار في تعلمهم، بينما الكبار يستطيعون الاعتماد على أنفسهم نسبيا. •بعض الأمهات والآباء لديهم أمية في الفنون الحديثة لتقنيات الحاسب الآلي والمنصات الافتراضية. فبدل أن يدفع الوالدان الأموال الطائلة في الدروس الخصوصية، يمكنهما الدفع لتعلم مهارات تقنية حديثة يستطيعان من خلالها التعامل مع تعلم أبنائهما عن بُعد ويستطيعان الاشتراك معهم في عملية التعلم فيؤدي ذلك الى شعور الأبناء بالارتياح والسعادة وستتضاعف لديهم دافعية التعلم. فما هو حاصل حاليا يقوم الأب بتوفير اللابتوب للابن ويقول له ادخل خلص دروسك وبس!!!!! لكن لو كانت هناك قاعدة مشتركة من المهارات التقنية بينهما فسيكون الامر مختلفا حتما. •يحتاج ولي الأمر إلى المزيد من التواصل الفعال بينه وبين المعلم، وذلك كي يكون أكثر دراية بما يحدث ولكي يحصل على التبرير المناسب والتعليل الكافي للخطوات التي تتخذها الوزارة ومكاتب التوجيه مع تعلم ابنه عن بعد. هذه العلاقة القائمة على السببية تسهم في تنوير الآباء بما يحدث وتدفع الآباء لإلزام أبنائهم بالتعلم الفعال عند الضرورة، توجد حاليا العشرات من أنواع وسائل التواصل الاجتماعي التي تصلح لمثل هذا الوضع. همسة: رفقاً بالأمهات ربات البيوت، والعاملات، والمعلمات على وجه الخصوص، فجميعهن أخطبوطات. آخر المطاف: ارحم نفسك وحافظ على صحتك بابتعادك عن النقاشات العقيمة. دمتم بود [email protected]