15 سبتمبر 2025

تسجيل

خيار واحد للعقل

22 نوفمبر 2015

في كل لحظة من لحظات حياتك عندك فرصة ان تختار، ان تكون سعيداً او تعيساً لأن مخ الإنسان لايتحمل إلا فكرة واحدة فقط في وقت بعينه. وقد تعرفنا من خلال الحلقات الثماني السابقة من "نهار جديد — نهار سعيد" على اسباب المزاج السيء واعراضه وبعض الاساليب التي بها يستطيع العلاج السلوكي المعرفي ان يعينك على تحسين مزاجك والشعور بمشاعر طيبة بعون الله تعالى وتحدثنا عن اثر الفكرة على حياتك كلها فالفكرة تولد شعور من نفس نوعها والشعور يؤدي إلى سلوك وتكرار السلوك يكون عادة، ومجموعة العادات تكون شخصية. يبدأ العلاج السلوكي المعرفي بمساندة سلوكك وتشجيعك على فعل الكثير من تلك الاشياء التي تجعلك تشعر بمشاعر طيبة عن نفسك، وبالتالي تصبح في وضع جيد بحيث تستطيع ان تتعرف على افكارك التي تسبب لك توتراً. قم بتقييم مدى معقولية افكارك ثم اسأل نفسك "هل ما افكر فيه الآن حقيقة؟" او انه شيء غير مؤكد ويحتمل تفسيرا آخر. عندما تكون في حالة توتر فإن عقلك وقتها يكون مشحونا بسيناريوهات سيئة، كل شيء تراه او تسمعه غالبا ماتفسره بسوء، وتتوقع دائما حدوث امور مزعجة او مؤلمة، فمديرك قد طلب مقابلتك لأنك ربما اخطأت في عملك وقد يعاقبك وربما طردك وعندما تطرد من عملك فمن الصعب ان تجد عملا طيبا. مثل تلك السيناريوهات السيئة والتوقعات السلبية ستدور غالبا في ذهن الإنسان المتوتر، وستؤدي به حتما إلى انخفاض المزاج وربما قادت إلى بعض مشاعر الحزن والاكتئاب. ولكن ماذا لو ان نفس الحدث تم تفسيره بطريقة ايجابية؟ فربما طلب المدير مقابلتك لأنه يريد ترقيتك، او لأنه يريد ان يكلفك بمشروع هام وحتى لو افترضنا ان هناك امرا سيئا بانتظارك — كالطرد من العمل — أليس هناك مخرج له؟ ألا يوجد مكان اخر للعمل؟ أنسيت ان الله تعالى هو الرزاق والعمل مجرد وسيلة للرزق!! ألا تتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم "لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا" او كما قال عليه السلام. مشكلة اغلب الناس انهم لا يتوكلون على الله حق التوكل وهذا من اهم اسباب شعورهم بالقلق والتوتر. تؤثر كل من افكارك وسلوكك وتحركات جسدك على بعضهم البعض، انك تستطيع ان تركز على احدهم وتغيره مما سيؤثر على مزاجك بطريقة ايجابية وهنا نتذكر نصيحة رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم للإنسان الغاضب بأن يتوضأ وكذلك بأن يغير من وضعية جسده فإن كان واقفا فليجلس وان كان جالساً فلينم فبمجرد تغيير وضعية الجسد يغير من الحالة النفسية. إن اعظم فكرة تستطيع ان تؤمن بها وتؤكدها على نفسك "انا لست وحدي في هذا الكون؛ إني اؤمن بإله واحد عظيم قادر على كل شيء، وهو سبحانه قادر على ان يذهب عني التعاسة ويمنحني السعادة الدائمة، فقط عليّ ان اتعلم دينه، واسعى لرضاه".