28 سبتمبر 2025

تسجيل

الكوثر الثانوية والبحث العلمي

22 نوفمبر 2012

تولي الدولة اهتماماً كبيراً بالبحث العلمي وترصد له الجوائز المتعددة وهذا الاهتمام انعكس على المستويات والقدرات العلمية لدى الطلبة والطالبات في دولة قطر، حيث اصبح تشجيع المجلس الأعلى للتعليم للبحث العلمي ظاهرة متميزة تخوضها المدارس في كل عام، نتاجها وجود فرصة لدى ابنائنا وبناتنا للفكر والابتكار واستكشاف الذات والتقدم العلمي والنبوغ. وما يقوم به المجلس الأعلى للتعليم من حث المدارس على الدخول في مسابقة البحث بشكل اداري منظم ورائع يخلق فرصاً للمنافسة الشريفة بين الطلبة والطالبات. في الأسبوع الماضي نظمت مدرسة الكوثر الثانوية المستقلة للبنات معرضاً للأبحاث العلمية احتوى على 21 بحثاً، قامت بإعدادها كوكبة من الطالبات، بذلن كل ما في وسعهن ليحصلن على افضل النتائج ويتم بعدها اختيار افضل خمسة ابحاث للمستوى الثاني. لذلك وضعت المدرسة لجنة تحكيم ذات قدرات تعليمية عالية ونزاهة وموضوعية. وقد اعجبتني الكثير من تلك الأبحاث واستطيع ان اسمي البعض منها بالاكتشافات الجديدة والمتميزة التي يمكن ان تفيد المجتمع في قطر او على المستوى العربي بشكل عام، وعلى سبيل المثال استخدام أحجار النيازك في الشفاء من بعض الامراض وامكانية استخدامها في الصناعة وتلك الأحجار تتوافر في الأراضي القطرية ويمكن للباحث ان يحصل عليها بسهولة، وبصراحة لم اكن اعرف شخصياً ذلك لولا اطلاعي على هذا البحث. وكذلك البحث المقدم عن نبات البنجر والفوائد العظيمة التي توصلت اليها الطالبات بعد عدة تجارب واتضح لهن أن شراب عصير البنجر الطبيعي يقضي بشكل كبير على فقر الدم (الأنيميا) ويعد ذلك من الاكتشافات الطبية التي امكن للطالبات التحقق منها. واستوقفني أيضاً بحث عن الحجامة واثرها في تخفيض نسبة ارتفاع ضغط الدم وكذلك انخفاض نسبة السكر وقد قامت الطالبات بعمل دراسات دقيقة وتجارب عملية تقنع من لديه شك في اثر الحجامة وانا احدهم، فقد كنت سنوات طويلة غير مقتنع او مترددا والآن سأقوم في اقرب فرصة بعمل حجامة حتى وان لم أعان من شيء ولله الحمد، والحجامة يمكن اجراؤها مرة أو اثنتين في السنة لمعالجة ارتفاع الضغط أو السكري بدل استمرار تعاطي الأقراص الكيميائية يوميا وبشكل مستمر وما يصاحب ذلك من آثار جانبية سلبية على الصحة العامة، كما اتضح لي من البحثين المقدمين في هذا المجال. هناك العديد من الأبحاث لا مجال لذكرها الآن والأهم هو تحريك الفكر والعمل الجماعي واكتشاف القدرات والمواهب والثقة العلمية والنفسية التي تكتسبها الطالبات لمواجهة التحديات وامكانية التغيير والتعبير عن الذات بكل منطق ووعي هادف وبناء. تلك المسابقة ستعود الطلبة والطالبات على التعاون وتحقيق التجارب واستثمار الأوقات بما هو نافع ومفيد، وتدريب متميز لعمل مشاريع التخرج في الجامعات وكذلك تعبيد الطريق لنيل الدرجات العلمية في الدراسات العليا مستقبلاً ان شاء الله. جهد كبير بذلته المدرسة متمثلة بالمديرة صاحبة الترخيص الأستاذة سلوى الكواري وكذلك النائبة الأكاديمية الأستاذة سارة آل شافي وجميع من عمل معهما من الاداريات والمنسقات والمعلمات اللاتي كان لهن دور كبير في متابعة الطالبات ورعايتهن واكتشاف مواهبهن. اتمنى ان تستثمر المدرسة تلك الأبحاث وتشجعها وحتى الأبحاث التي لم تتمكن من الوصول الى الدور الثاني ان تكرم صاحباتها وتشد على ايديهن لخلق فرص اخرى في السنوات القادمة وامكانية التعلم وتصحيح الأخطاء. مرة اخرى اشكر مدرسة الكوثر على تلك الأبحاث التي شاهدتها واتمنى من جميع المدارس ان تحذو حذوها وكذلك أرجو من اولياء الأمور ان يشجعوا ابناءهم وبناتهم على الدخول في مسابقة البحث العلمي. هذا الاهتمام من قبل الدولة وتشجيعها للبحث العلمي على جميع المستويات سينقل قطر نقلة نوعية كبيرة وسيصبح لدينا علماء ومخترعون نوابغ نستطيع ان نفخر بهم في المستقبل القريب إن شاء الله.