09 نوفمبر 2025
تسجيلترجتني أن أكتب لها هذه (القصة) قبل أن يموت هذا الإنسان منتحراً في باحة دارها واعتبرته لها شخصياً دون أن يحق لأي قارئ أن يعلق عليه..فهو لها! أيها الإنسان: هكذا بدأت القصة معها.. مجرد إنسان دخل حياتها كما يدلف أي شخص غريب لمتحف يقصده الناس فيعجبون بمحتوياته وزواياه ولوحاته التي تعبر عن جزء مهم من شخصية صاحبته!.. تجول بالمكان يغلبه فضول أن يصل (لغرفة العمليات) التي يدار منها هذا المتحف فقادته قدماه نحو ممر سري نسيت صاحبته أن تغلق أضواءه فلا يبالي به المارة!.. وصل إلى ما يريد ورآها تقف في وسط الغرفة تمسك بجهاز تحكم متطور ينظم لها حياتها ويبعد الفضوليين عن شباكها المعزول!.. بادرها (بنحنحة) خجولة فالتفتت بسرعة سألها فجأة من أنتِ؟!!.. هاجمها قبل أن يجهز دفاعه! عزيزها: بذلك أصبح بعد أن (اقتحم) حياتها وسمحت هي بهذا الاقتحام دون أن تبلغ عن الذي تلصص على متحفها وفجأة وجد نفسه في مركز العمليات يشاركها الإدارة مع شعور متنامٍ انه رقم عشرة رغم تأكيدها له انها رقم اثنان بعده ومع هذا تضاعف الشعور في داخله حتى وصل بمخيلته انه الرقم الألف في الصف.. فصمتت! أيها الغالي في حياتها: (غاليها ومغليها).. هكذا كانت القصة تتنامى في (غرفة العمليات) وهو يعلو يوماً فتشعر بأنها أوصلته للرقم واحد وانها التجأت للرقم اثنين مختارة وينهار أياماً فيعود للمركز الألف ويصبح من سبقوه في مخيلته هم الأفضل والأوفر حظاً بقربها!.. هذه كانت القصة تبدأ من الألف وتقفز إلى الياء دون أن يكون لباقي الحروف المحصورة بينهما أي دور يذكر في تمديد الفصول من هذه المعلقة العالقة في هذه الغرفة السرية!. حبيبها: بهذا حاولت أن تقنعه.. إنه وحده بحياتها.. لكنه أصر على أن يحبها وهي إمممممم تعطيه على قدر عقله!.. يحتويها وهي ناكرة!.. يلاطفها وهي تصده!.. يقترب منها شبراً فتبتعد ذراعاً!.. لكنها في الحقيقة كانت تريده بجانبها زوجاً لا خليلاً بينما هو أحبها لمجرد أن يحبها وأن يراها وعوضاً من التقاء الأرواح كان يبحث عن التقاء الحواس الخمس!.. لكنه كان حبيبها! أيها الغائب: فبعد أن غابت وأشرقت من خلف سهوله المنضوية تحت عباب شوقه إليها هو آثر الغياب لكن بطريقة فظة!.. كان مهذباً فنفض عنه تلك العباءة المطرزة الجميلة وكشف عن تشوه كبير يعلو داخله!.. تماماً كما كان يشكو تشوهاتها معه!.. لكنه هذه المرة كشف عن شيء أكبر من هذا التشوه المنفر وهو انه حين يئس من أن تتحقق أحلامه إلى واقع حسي يشعر به بكل جوارحه ويسعى إليه برباط شرعي لآخر العمر تحول إلى مجرد شخص يريد أن يتزود بما يحتاجه أي رجل وكفى!.. هنا تحولت محبته التي ظل سنين يزرعها في نفسها و(يذلها) بها ليلاً ونهاراً حتى كادت تصدق انها بالفعل تشفق عليه من شدة حبه لها إلى كراهية فقال لها.. أكرهكِ يا فلانة!..أ...م.. ل.. حاولت أن تستجدي أي كلمة تبدأ بهذه الحروف لكنه لم ينتظر.. انتحر!.. مات!.. ولتقف هي فاغرة فاها.. هل يموت العشاق بهذه الطريقة أم انه عشق القرن الواحد والعشرين؟!.. انتحر وهو يعلم جيداً بأن عقوبة المنتحر وخيمة.. فقد فقده من حوله ولا أقول إنه فقدهم فهم كانوا أمامه حين اختار لنفسه الانتحار على حين غرة!... أما هي فقد أوفت بوعدها الذي ألزمها به وهي أن تجعله يكرهها.. قالها.. أكرهكِ وبدت انها من قلبه بالفعل.. نقلت جثته خارج غرفة العمليات التي شهدت أحداثاً غريبة وأغلقت الباب.. أخيراً عادت الصومعة كما كانت تحوي أنفاسها وحدها فلا تزاحمها أنفاس رجل استحق يوماً أن يحظى بقلبها لكنه أبداً لم يحظ بنهاية سعيدة معه لأنها بالأساس أرادت رجلاً!. فاصلة أخيرة: وعدتك.. فأوفيت!!