15 سبتمبر 2025
تسجيلفي تاريخ الدبلوماسية العراقية منذ أن تأسست الدولة العراقية عام 1921 برز وزراء وجهابذة في مجال السياسة الخارجية، وتألقت أسماء تاريخية مشرفة في صياغة البنود والمبادئ الأولى للدبلوماسية العراقية التي كانت تتسم بالتحضر والرقي والمعرفة الميدانية بما كان يدور في العالم خلال الحقب التاريخية المختلفة، وكان العراق من أعضاء (عصبة الأمم)، كما كان من الدول المؤسسة لهيئة الأمم المتحدة، وكان أيضا من مؤسسي الجامعة العربية 1945 أي قبل تأسيس الأمم المتحدة ذاتها بأشهر قليلة. ووسط ملفات الفساد والفشل تبرز وزارة الخارجية العراقية في عهدها الراهن وتحت قيادة وزيرها الدعوي السابق إبراهيم الجعفري بمثابة قلعة من الفشل وهي تتخبط بسياسات طائفية رثة وتسوق بشكل فج للحشد الإرهابي الطائفي وتنطق بلسانه وتخرب بشكل فظ علاقات العراق الدولية والإقليمية، فالجعفري معروف بمواقفه الطائفية في قضايا المنطقة مثل القضية البحرينية والقضية السورية والقضية اليمنية. وسبق له استقبال وفد الحوثيين، أما التنسيق مع الجماعات الإيرانية في البحرين فهي قضية معروفة، ودعم النظام السوري الإرهابي جزء مركزي من توجهات السياسة الخارجية العراقية زمن الجعفري الذي يتحرك اليوم بشغف وحماسة من أجل إدانة الدولة التركية وتجييش العداء لها إقليميا ودوليا بصورة لا تدعم سوى المصالح الطائفية الضيقة وليس المصالح الوطنية للعراق والعالم العربي. الجعفري وفريقه الدبلوماسي لا يمتلكان المقدرة ولا المؤهلات لإدارة عجلة السياسة الخارجية في وضع دولي هو الأصعب والأدق حساسية في الوقت الراهن، وتبدو الدوافع الطائفية الرثة هي العنصر المركزي المحرك له. لقد نجح الجعفري بإمتياز في تحويل وزارة الخارجية لمقر لإدارة عمليات الحشد الطائفي التعبوية وخلق حالة عداء مع تركيا وربما يصعد من حالة المواجهة التي ليست أبدا في صالح العراق النازف على كل المستويات.. الفشل السلطوي المقترن بالروح الطائفية الرثة مصيبة حقيقية في بلد ينزف حتى الثمالة.