13 سبتمبر 2025
تسجيلخرجت إلى العالم يوم 24 أكتوبر، 1988 وهو نفس اليوم الذي وقعت فيه بالحب لأول مرة.. عندما رأيت وجه أمي الحبيبة يبتسم لحضوري.بعد ربع قرن من الحياة أشكر الله لأنه أغرقني بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى وأعطاني أشياء جميلة جداً وأشخاصا أجمل ليكونوا خير رفيق في أوقات الفرح وخير سند في أوقات الوجع. مازلت طالبة في مدرسة الحياة فهذه المدرسة لا تٌخرج الطلاب بل تستمر بتعليمهم دروسا جديدة كل يوم حتى آخر نفس في الحياة. أشعر بالندم تجاه الأشياء التي لم أفعلها، أكثر من تلك الأشياء التي فعلتها فعندما أتخيل للحظة أني لن أحظى بوقت أكثر في الحياة في وقت ما أفكر بقائمة الأمنيات التي أود تحقيقها مادمت على هذه الأرض الطيبة. إن الحياة رحلة لها مطباتها وأوجاعها ولها جمالها وأفراحها لها محطات كثيرة تختلف عن بعضها البعض يبقى الأسوأ منها في ذاكرتنا ويجري الأسعد فيها بسرعة عن أعيننا وكأنها لم تحصل. أحياناً أشعر بأن الحياة دوامة تخطفنا من عائلاتنا وأقرب الأشخاص إلى قلوبنا لترمينا بين العمل والدراسة والأجهزة الإلكترونية وكل الأشياء الأخرى التي لا تعد لها قيمة عندما نقترب من الموت. لم أندم يوماً على يوم أخذت فيه علامة سيئة في المدرسة، أو رسبت في مادة بالجامعة، أو تأخرت ساعة عن العمل.. ولكني ندمت على كل لحظة انشغلت فيها عن أمي وعائلتي في أوقات كنت أستطيع أن أكون معهم، وندمت على كل لحظة لم أساعد فيها كل محتاج أمامي، وعلى كل معلومة تأخرت في نشرها بين الناس. عندما نكبر.. نستوعب أن أثمن الأشياء لا نستطيع لمسها أو حبسها فالماديات لا تخترق القلوب كما تخترقها تلك المشاعر غير المرئية. لا نستطيع أن نحبس اللحظات ولكننا يمكننا أن نعيشها بكل ما فينا ونصورها بأعيننا وكاميراتنا ونشعر بتفاصيلها بقلوبنا ونعمل كل ما بوسعنا لنستنشق الأوكسجين ونسمح للحظة أن تدخل في ذاكرتنا وقلوبنا وأن نخبر من نحبهم أننا فعلاً نحبهم حتى لو كان علينا أن نقضي العمر كله ونحن نذكرهم بذلك.. فالحب والشعور بأن هناك من يحبنا يجعل أرواحنا أصغر، حتى لو أكدت تواريخ الميلاد عكس ذلك.