12 نوفمبر 2025

تسجيل

التربية الإعلامية

22 سبتمبر 2014

قي ظل ثورة التكنولوجيا والمعلومات وسهولة استخدام اجهزة الاتصالات وانتشار العديد من الرسائل الاعلامية (نص — صورة — صوت — فيديو) من حولنا بمختلف الأشكال والمعطيات يتوجب علينا ان نثقف المجتمع ونعلمه كيفية التعامل مع هذا الفضاء الواسع من الاعلام الذي اصبح هو المهيمن على الكثير من امور حياتنا، بل ويشاركنا في كل صغيرة وكبيرة ويدخل في السياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع والتاريخ والرياضة.. وهو السلاح الأول في الحروب المعاصرة وغيرها من المجالات.من هنا تقع المسؤولية على اصحاب الاختصاص في تهيئة المجتمعات لتتمكن من التعامل مع هذا التطور السريع في وسائل نقل الاعلام.في قطر يقوم مركز الدوحة لحرية الاعلام بنشر التربية الاعلامية عن طريق إعطاء دورات مجانية ومتخصصة في التربية الاعلامية والمعلوماتية لتثقيف المجتمع وملاحقة التطورات السريعة في استخدام الاعلام، وكذلك للحذر من الاستخدام الخاطئ له أو أن يصل الى أيدى الأطفال والنشء دون وجود أسس تربية اعلامية صحيحة.التربية الإعلامية ليست فقط ان نعرف كيفية الاستخدام الصحيح لكل ما يصلنا من رسائل اعلامية، بل ويمكن ان نعرف طريقة المشاركة بكل ما هو هادف وجيد منها.انا أدعو الجميع لأخذ مثل هذه الدورات وتعلمها خاصة انها مجانية وتمنح عليها شهادات.بتعلم التربية الإعلامية نستطيع ان نحافظ على فلذات اكبادنا من اي انتشار خاطئ للرسائل الاعلامية سواء منها الموجهة او المغرضة او المحورة او اللا اخلاقية وكذلك يتعلموا كيفية نشر ومشاركة المفيد منها ويصبحوا فاعلين في المجتمع.مركز الدوحة لحرية الاعلام يقوم مشكورا بنشر هذه الثقافة في قطر وكذلك خارجها ويعطي دورات التربية الإعلامية والمعلوماتية في المدارس القطرية للمعلمين والمعلمات والطلبة والطالبات وجهده واضح في هذا الشأن.يبقى الدور الان على المسؤولين عن التعليم كي يطبقوا التربية الإعلامية من خلال الحصص الدراسية، وهذا ليس بجديد فهو يدرس في امريكا وبعض الدول الأوروبية ولا نطالب بتخصيص حصص مستقلة للتربية الإعلامية فنحن نعرف ازدحام الجدول الدراسي وكثرة الضغوط على المجلس الأعلى للتعليم بادخال مواد عن المرور والصحة والبيئة وغيرها..لكن التربية الاعلامية يمكن ان تدخل ضمن المناهج دون زيادة في عدد الحصص فهي علم بحد ذاته ومن اساليب التعليم الحديث كالتعليم التعاوني والعصف الذهني والاستقراء..الخ.بإدخال التربية الإعلامية في المناهج يمكننا أن نحصن ابناءنا ونثقفهم اعلاميا، فالأمي اليوم ليس من لا يعرف القراءة والكتابة وانما هو غير المثقف اعلاميا.. وبالتربية الإعلامية نستطيع ان نخلق جيلا ناقدا ومفكرا ومبدعا.تطبيق التربية الإعلامية في المناهج عن طريق اعطاء دورات للمعلمين والمعلمات عن كيفية تحضير الدروس بما يتلائم مع التربية الاعلامية حينها سيستطيع المعلمون والمعلمات شرح دروسهم بأكثر واقعية وتشويق وسيتعلم الطلاب الفكر الناقد الذي من خلاله يمكنه ان يحلل ويفهم الدروس بتميز وابداع وسيعود ذلك على كل مجالات حياته.انا متأكد بأن مركز الدوحة لحرية الاعلام يمكنه توصيل هذا الفكر لكل مدارس قطر بما لديه من مدربين اكفاء حاصلين على شهادات من اليونسكو في هذا المجال باستطاعتهم تدريب المعلمين والمعلمات على الطريقة الجديدة، فلنستغل هذه الفرصة ونأخذ بها لما فيها مصلحة الطلبة والطالبات.