14 سبتمبر 2025
تسجيلعدت للتو من بريطانيا قبلة العرب هذا الصيف وكل صيف ولكن هذه الأيام أكثر ازدحاما بالعرب بسبب ما حل لبلداننا في العالم العربي السياحية وخاصة بعد الربيع العربي والحرب الطاحنة مثل ما حدث، ومازال في سوريا وعدم الاستقرار في مصر وتونس.....الخ. وكما تقول التقارير السياحية يجد الخليجيون في مدينة لندن وجهة سياحية مفضلة خلال الصيف بسبب طقسها البارد والمعتدل، وبسبب موقعها الجغرافي القريب من العديد من المدن الأوروبية والتي يفضلها الخليجيون زيارتها أيضاً مثل باريس وجنيف وفيينا، والمانيا، ايطاليا....الخ لدرجة إنني قرأت أن هناك بعض الفنادق المعروفة من الدرجة الاولى كانت نسبة الخليجيين من إجمالي الحجوزات فيه تصل إلى 70 %، وأن هذه النسبة المرتفعة من الخليجيين مرتادين لمنطقة العرب التقليدية بوسط لندن، وهي شارع "اجوار رود" الشهير. والحق إن العلاقة بيننا كعرب وبريطانيا علاقة قديمة منذ كان الانجليز يحتلون العالم العربي إلا قليلا، فمنذ فترة غير طويلة كان يظنون أن سكان منطقة الخليج يعيشون في الصحراء ويقنطون الخيام ويركبون الجمال أما الآن فالعلاقة مختلفة تماما فهم يروننا ملاكا لمنشآت وشوارع وقلاع اقتصادية مثل " هارودز "وهو أكبر صرح اقتصادي وملاكا لفرق رياضية مثل فريق " باريس انجيرمان " وهو ايضا من الفرق القوية والمعروفة في بلادهم، لذا الصورة القديمة عن دول الخليج اختلفت بل وأصبحنا بالنسبة لهم مصدر دخل سياحي واقتصادي كبير. لذا فإن النظرة قد تغيرت الآن من مجرد بلاد يستعمرونها الى بلاد نحن نملك أجزاء منها بصراحة كنت أشعر بالفخر والاعتزاز عندما كنت أقول انني من قطر ولكن هناك شيئا آخر وجدته حيث أصبحت نظرتهم كيف نأخذ من هذا العربي أكثر قدرا من المال فنجد أن التعامل مختلف وأسعار خاصة لنا فقط في كثير من المحال وبالطبع طريقة الاستغلال لنا واضحة وجلية تحديدا على كل فرد آتِ من الخليج ومن قطر تحديدا حيث كانوا يظنون أن هذا القطري لديه كنز علي بابا أو بئر بترول في كل بيت ومع الاسف قيل لي هذا الكلام أكثر من مرة، والشئ الآخر إنني أعرف مريضة دخلت لعمل جراحة بسيطة في القدم وأخبرنا طبيبا من أصل عربي بريطاني الجنسية يعمل هناك انها تحتاج الى ثلاثة أيام فقط في المستشفى بعد الجراحة، ثم تأتي الى العلاج الطبيعي ولكنهم حجزوها أكثر من خمسة وعشرين يوما لمجرد انهم علموا إنها تتعالج على نفقة الدولة القطرية حتى يحصلوا على أكبر قدر من المال. وسأحكي لكم ايضا حكاية أخرى بسيطة حدثت لي وحدثت مع أقارب وزملاء ومعارف من قطر رأيتهم هناك، فمن المعروف ان هناك نظام استرداد الضريبة اسمهtax rsund في كل ما هو خاضع للضريبة من مشتريات والذي يتم تصديره للاستخدام الشخصي في الأمتعة الشخصية، والسلع باستثناء بعض السلع وان هذا النظام يتيح أن نأخذ فواتير شراء ومن ثم تسترد قيمة الضريبة tax rsundفي المطار ولكن ما حدث لى إنه بعد أن سلمت الموظفة في المطار الفواتير وحسبت الضريبة وبعد أن سلمتها جواز سفري وعرفت انني من قطر نظرت لي باستياء وقالت معقول وأنت من قطر أن تهتمي باسترجاع ضريبة حتى لو كانت بآلاف الدولارات واندهشت وقالت أنتم أثرياء جدا وبالفعل بدأت تعرقل إجراء الاسترداد للضريبة حتى كادت أن تقلع الطائرة بدوني، حيث هناك كثير من العائلات فاتتهم الرحلة بسبب الاجراءات العقيمة في مكتب استرجاع الضريبة، وبسبب عدم التنظيم، والمكان الضيق والطوابير الطويلة وبطء تخليص المعاملة، بل ويحاولون استفزازك ببعض الكلمات حتى تترك لهم الضريبة كما حصل مع إبني فقد أخبروه في الصيف الماضي عندما ذهب في رحلة لتعلم اللغة الانجليزية الى بريطانيا انهم سيحولون الضريبة المستحقة له على حسابه في قطر والى الآن لم يحولوا شيئا، مع العلم إنني زرت دولا اوروبية ودول شرق اسيا ولم اتعرض لمثل هذا الاضطهاد في استرداد حق أقرته دولتهم. وفي هذا المقام لدي رأي واقتراح أتمنى أن تأخذ به السفارة البريطانية في قطر ألا وهو لماذا لا يكون هناك آلية أخرى لعملية استرجاع الضريبة بدلا من المكان الضيق في المطار لقد اضطررنا الى إخراج العفش بالكامل لنريهم الماركات العالمية وكأننا سارقوها أو نكذب عليهم. أو لماذا لا تسترجع الضريبة في المحل، ساعة شرائها، ولماذا لا نستطيع استرجاع الضريبة إلا يوم عودتنا الى بلادنا، أي يوم السفر نفسه؟!!!! واخيرا يجب أن تكون العلاقة أكثر إحتراما وتقديرا وإعطاء خدمات مميزة مقابل ما ندفع من أموال ونضخ من استثمارات في هذا البلد وأن تكون هناك رقابة أكبر واهتمام ومتابعة من مكتبنا الطبي هناك وأن تتدخل السفارة في حل الأزمات التي نواجهها في المطار وخاصة بعد أن لمست بنفسي معاناة كثير من الأسر القطرية هناك، حيث فاتتهم الرحلات، وإغلاق الكاونتر بسبب التأخير وذلك طبعا والسبب الرئيسي في ذلك مكتب الإسترجاع الضريبي، عزيزي القارئ: ما زال لهذا الموضوع بقية في مقال قادم باذن الله انتظروني، أستودعكم الله حيث لا تضيع ودائعه