17 سبتمبر 2025

تسجيل

الحمدلله الذي عافانا

22 سبتمبر 2013

امراض كثيرة منتشرة بيننا، كل يوم نسمع ان فلاناً بلاه الله بمرض، قد يتشافى منه او يدمره، ولكن تبقى مسألة الامراض (هينة) بعض الشيء، فامرها من الله تعالى ان يبلي الاجساد وبيده ان يشفيها، ولكن تكمن المشكلة ان كان المرض ليس فقط مرض الاجساد، بل تجده في الاخلاق ايضاً، فهنا فعلاً يبدو ان الشفاء مستحيل او شبه مستحيل، ولا بأس ان وجدت احدهم يعاني من مرض في اخلاقه ان تحمد الله انه قد عافاك مما ابتلاه. ومن هذه الامراض ان تجد احدهم يعاني من نكران المعروف، قد عاش وكبر ولازال الى اليوم ينكر معروفك ومعروف فلان، فكم من الايام مرت به وهو بين المصائب يشكو، وبين اهاته يئن، وما ان وقفت بجواره وانزاحت همومه وانحلت عقدته، انكر فضلك، ونسي معروفك بل تناساه ايضاً، ولم يشكر لك جميل وقفاتك، فهذا طبيعته انه للجميل ناكر، وللمعروف جاهل، ونسي ان (لا يشكر الله من لا يشكر الناس)، وما هذا الفعل الا لسوء تصرفه وجفائه، وخذ هذا السطر واقرأه جيداً (افعل ما تفعل لكن لا تنكر معروف شخص كان بجانبك يوماً من الايام، فهذا انسانُ مريض ناكرُ للجميل (الله لا يبلانا). مريض اخر قد يدخل عالم ملاكيات وهو الذي يهتم اهتماماً كبيراً بمسميات الدنيا (مهندس — دكتور — مدير — مسؤول..الخ )، وان (كان فيك خير) حاول ان تناديه باسمه دون تدوين المسمى، يريك الويل والويلات، وما يقهرني اكثر انه بين كلماته غير المفهومة وغير المعقولة (يقل لك لا تنس فانا لم ادرس طيلة السنوات الا من اجل هذا اللقب)، (طيب ثم ماذا؟) فأنت ايها الفاضل تهتم كثيراً بمسيات الدنيا فهل تهتم بالمقابل ببعض مسميات الاخرة (كالصائمين — القائمين — القانتين — الاوابين... الخ)، مني لك نصيحة: اهتم بتلك المسميات الباقية واترك عنك الغرور عن مسميات زائلة، نعم تستحق تلك المسميات ولكن اعذر من لا يعرفك جيداً، ولا تكن كالطوفان الذي يريد فقط ان يبتلع هذا وذاك، وتثير كالموج الذي هوايته غرق الناس، كن لطيفاً مع من تذكر المسمى، ومن نسي فلا بأس ان تتجاوز عنه فلا اعتقد انه ارتكب جريمة، ولا تنسى اهم نقطة، اشرف خلق الله محمد عليه السلام، قال تعالى عنه (وما محمد الا رسول) ولم يُدخل الالقاب في هذه الاية، فأين هو اشرف خلق الله؟ وأين انت؟ تواضع بارك الله فيك وان كان هذا مرض مزمن لا تستطيع علاجه نسأل الله (ان لا يبلانا). وتجد الكثيرون ممن لديهم مثل هذه الامراض (امراض العصر) وان سُمح لي بأخذ مسافة اكبر لعددتها ولكن اكتفي مع بداية الاسبوع بمرضين وهما الاكثر انتشاراً، وفعلاً لا نريد من الله تعالى ان يبتلينا بتلك الامراض فاعتقد علاجها غير متوافر لا في قطر ولا في خارجها. دقيقة: حاول قدر المستطاع ان تحفظ اخلاقك من اي مرضٍ او فيروس منتشر، فالعلاج قد يكون صعباً فيما بعد او قد لا تجد علاجاً، وانا لا اشفق كثيراً على مرضى الاجساد كما اتعاطف واشفق على مرضى الاخلاق، لذلك نصيحة مني لك تراجع عن بعض السلوكيات التي لا يحبها الناس حتى لا تصاب بـــ (اكمل ما تشاء كتابته). لحظة: لم يصب بهذه الامراض الا (اللي ما شايفين خير) كما نقولها دوماً، وتذكر الوقاية خير من العلاج، فق نفسك دوماً ولا تسمح ان تُصاب بمثل هذه الامراض (عافاك الله)، وحفظنا من البلاء.