15 سبتمبر 2025

تسجيل

قصائد قيلت في السجون "2-2"

22 أغسطس 2015

* وقال يمدح ابن عباد ويعتذر إليه وهو في السجن: لك المثل الأعلى وما أنا حارث ولا أنا ممن غيرته الحوادثُ ولا شاركتك الشمس في وإنه لينأى بحظي منك ثانٍ وثالثُ فديتك ما للبشر لم يسر برقه ولا نفحت تلك السجايا الدمائثُ أظن الذي بيني وبينك أذهبت حلاوته عني الرجال الخبائثُ أبعد مضت خمس وعشرون حجة تجافت بنا تلك الخطوب الكوارثُ وهل أنا إلا عبد طاعتك التي إذا متُّ عنها قام بعدي وارثُ أعد نظراً لا توهن الرأي إنه قديماً تباً هاف وأدرك رائثُ ستذكرني إن بان حبلي وأصبحت تئن بكفيك الحبال الرثائثُ وتطلبني إن غاب للرأي حاضر وقد غاب مني للخواطر باعثُ أعوذ بعهد نطته بك أن ترى تحل عُراء العاقدات النوافثُ * ومن الذين ذاقوا وبال ومرارة السجن الشاعر أبو مروان عبدالملك بن إدريس الجزيري الذي سجنه المنصور بن أبي عامر ثم عفا عنه وولاه الوزارة وبقي في الوزارة حتى أيام المظفر ابن المنصور الذي سجنه، وقيل إنه مات في السجن سنة 1004م، وقد أنشأ وهو في السجن هذه القصيدة التي اختار منها: شحط المزار فلا مزار ونافرتْ عيني الهجوع فلا خيال يعتري أزري بصبري وهو مشدود العُرى وألان عودي وهو صلب المكسر وطوى سروري كله وتلذذي بالعيش طي صحيفة لم تنشر ها إنما ألقى الحبيب توهما بضمير تذكاري وعين تذكري عجبا لقلبي يوم راعتني النوى ودنا وداعي كيف لم يتفطر والله حسبكم وحسبي أنه حسب المنيب القانت المستغفر وإليه أسند أمركم وكفى به سنداً لكل مفوض مستقدر وعليه أقصر حالكم فهو الذي ما دونه لعباده من معصرٍ ولعله في بعض ما يقضي به مما يشاء بلا وزير موزر يدني لقاكم بأوبٍ عاجلٍ ترضاه نفس الآمل المتجبر لا تسأموا إحضاره رغباتكم فهبائه مبسوطة لم تحظر وعسى رضا المنصور يسفر وجهه فيديل من وجه الفراق الأغبر وسلامتكم...