12 سبتمبر 2025
تسجيلبقدر ما تبدو الصورة الآن في مصر سوداء قاتمة لا تبشر بخير على الإطلاق نظراً لجرائم قوات الاحتلال الصهيوني..عفواً أقصد قوات الأمن والجيش المصري بقيادة العميل الخائن عبدالفتاح السيسي.. بقدر ذلك السواد كلّه - كسواد نظارة ذلك العميل الخائن - إلا أن النصر دائماً ما ينجلي بعد بلوغ الظالم ذروته في الظلم والطغيان وبلوغ المظلوم ذروته في الصبر والاحتساب، فقد بلغ الحد بالسيسي بأن يقتل الآلاف من أبناء شعبه وأن يحرق جثث الشهداء بل ويمنع دفن ما تبقى من تلك الأجساد الطاهرة وأن يحاصر المساجد "بيوت الله" ويعتقل كل من احتمى بها بل ويعلي من شأن الكنيسة وينصر حملة الصليب على حملة "كتاب الله" في مصر.. بلد الإسلام والعروبة. لقد أنشأت "القاهرة" لتكون عاصمة " للمعز لدين الله " الذي جعلها عاصمة في عهده آنذاك وقد سمّيت بذلك لتكون "قاهرة الأعداء" مستعصية عليهم وقويّة منيعة ضد كل عدوان خارجي!! فإذا بها اليوم وللأسف تصبح عاصمة " للمعادي لدين الله " السيسي الذي خان العهود وتواطأ مع الأمريكان والصهاينة للاستيلاء على الحكم وقهر شعبه بدلاً من أن يقهر أعداء مصر والإسلام، كل ذلك في سبيل أن ينجز المهمة التي أوكلت إليه من قبل أسياده الأمريكان الذين أمروه بالانقلاب أو من قبل بعض دول الخليج التي دعمته بالأموال، لكي يطيح بحكم الرئيس الشرعي محمد مرسي الذي اختاره الشعب المصري لأول مرة في تاريخ مصر لتعود مصر إلى سالف عهدها من الفساد والظلم والطغيان والسلام مع الكيان الصهيوني الأمر الذي سيعزز بقاء الداعمين للانقلاب في السلطة لأطول فترة ممكنة، فالأمريكان يفعلون ذلك إرضاءً لليهود وبعض حكام دول الخليج يفعلون ذلك إرضاءً لليهود والأمريكان وتلبية لشهواتهم ونزواتهم التي تعظّم كراسي الحكم أكثر من تعظيمهم لله تعالى. إن الأمر اتضح بما لايدع مجالاً للشك في أن تلك المؤامرة على الإسلام والحرب على الإسلاميين في مصر التي كانت أقرب لإنجاح ثاني تجربة لحكم الإسلاميين بعد تجربة تركيا.. اتضح بأن التواطؤ العربي يزيد في تقديم ولائه للغرب أكثر وفي تقديم القرابين لهم بل وإن لزم الأمر إذلالاً وامتهاناً لكرامتهم فإن ذلك يرخص في سبيل التخلص من حكم الإسلاميين الذين أصبحوا بدورهم يواجهون عدوّين قاسيين، أحدهما في الخارج والآخر أشد وأكثر عداوة منه في الداخل. إن المعركة الآن أصبحت متعددة الجبهات لدى الإسلاميين بشكل عام فالغرب والصهاينة من جهة ومعسكر المنافقين الطائفيين الحاقدين في ايران والعراق وسوريا ولبنان "حزب الشيطان" من جهة ومعسكر الحكّام الطغاة المتمسكين بالكراسي والموالين للكفار والمشركين من دون المسلمين والمسالمين للصهاينة المعادين للفلسطينيين بشكل عام والمجاهدين منهم بشكل خاص، وهذا التعدد في الجبهات الذي لخّصه بعضهم في أن الأمة تواجه ثلاثة حروب في نفس الوقت: المشروع الصهيوني الصليبي والمشروع المجوسي الرافضي والمشروع العلماني الليبرالي.. كل تلك المشروعات تشترك معاً في عدائها لكل ماهو إسلامي أو يطالب بالعودة إلى الإسلام في شتى مجالات الحياة وبالأخص في الحكم!! حيث يوجد خط أحمر دموي عريض يستعد الحكام العرب فيه للتضحية بآخر جندي أو شرطي من قوات جيشهم أو داخليتهم للحيلولة دون تداول السلطة أو إعطاء فرصة للإسلاميين أن يعيدوا الإسلام إلى الحكم. ففي حين يقوم أردوغان بجهود عظيمة وواضحة منذ سنوات للقضاء على العلمانية في تركيا وعودتها للإسلام من جديد.. يقوم بعض حكّام العرب ودول الخليج تحديداً بجهود عظيمة وواضحة كذلك منذ سنوات للقضاء على الإسلام في دولهم وتطبيق العلمانية الغربية المغيّبة للدين عن جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كلّنا يخشى أن تصل معاداة الإسلاميين بشكل عام والإخوان المسلمين بشكل خاص إلى ذروتها بالقتل والاعتقال والقمع والتعذيب وعندها ستتحوّل مصر إلى ساحة معركة بين الإسلاميين وبين كل المعسكرات المعادية لهم، ولن يقف الأمر على ذلك بل ستمتد المعركة إلى كل من ساهم في إشعال تلك الفتنة ممن أيّد الانقلاب أو ساهم فيه أو دعمه بماله أو بموقفه وستبدأ بعدها حرب أخرى ربما يشارك فيها أطراف أخرى ممن عانت من ظلم وقهر أولئك الحكّام الطغاة الذين حتماً سينحازون إلى صفّ المطالبين بعودة الإسلام لتحقيق العدل والمساواة من جديد، وستتضاعف أعداد المواجهين لهم وستتعدد جبهاتهم ولن يعرفوا حينها معنى الأمن والأمان كما سلبوه من شعب مصر، وحينها سيتذكّر الطغاة جيداً بأنه كان خيراً لهم أن ينصروا الرئيس محمد مرسي ويؤيدوه ليخلدهم التاريخ ضمن الشرفاء الأحرار بدلاً من أن يحاربوه فيكونوا ضمن العبيد الأذلّاء.. وحينها سيكونون قد خسروا "الدنيا والآخرة" معاً.. لتواطؤهم ضد مصر .. أمّ "الدنيا".