13 أكتوبر 2025

تسجيل

رأفة بهم

22 يوليو 2019

هناك من يؤدي لنا خدمة جليلة مقابل شيء قليل لأجل لقمة عيشه هو وعياله الذين هم بعيدون عنه الشيء الكثير. هؤلاء ما أحوجنا لهم، وبدون مبالغة فنحن نعرف قيمتهم حين نفقدهم. ولكن هناك من يعتبر هؤلاء البشر إنما هم {كالحيوانات} ليس لهم أي إحساس أو شعور ، ويعاملهم معاملة صعبة وقاسية جداً. فهناك القصص الواقعية الكثيرة التي تحصل من جراء تلك المعاملة ، فمنهم من يهين كرامة هؤلاء، ويذلهم لدرجة الحقارة، ويتمادى في ذلك حتى إلى الضرب أحياناً! لماذا تلك الممارسات على هذه الفئة التي لا حول ولا قوة لها ؟... خاصة أنها جاءت هنا لك ، وبناء على رغبة منك.. فلماذا التطاول الذي لا مبرر له ؟ إن مثل هذا الإنسان أتى إلى هنا لقسوة ظروفه وصعوبتها، وليس للإهانة والاعتداء اللامبالي. إنه يستطيع أن يرد عليك بمثل ما تفعل وأكثر ولكنه يتحمل كل ذلك وغيره لسبب واحد ، ألا وهو أن يتمكن من أن يشد أزره ، ويطعم أولاده ويعينهم على متطلبات الحياة ،فهو حين يصل إلى هنا يكون قد تصرف بالكثير من ممتلكاته ، واستدان الكثير ، وفجأة وبدون أي مبررات حقيقية يقابل بالصراخ والتكبر … ولا يملك سبيلاً إلا أن يستعين بذرف الدموع وعذاب الليالي!  ألا تعلم يا أخي أن هذا الإنسان من لحم ودم، وله حقوق مثل ما لك أنت من حقوق ؟ ألا تعلم أنك إن تكون أنت في ظروفه  يوماً من الأيام لو دارت الدنيا وانقلب الحال أترضى بأن تهان؟ وتداس كرامتك ؟ وتذل إلى هذه الدرجة ؟ ألا تعلم أن هناك جمعيات كثيرة للرأفة بالحيوان… فما بالك بمثل هذا الإنسان المسكين ..؟ . لا أستطيع أن أقول لمثل هؤلاء من أكلة لحوم البشر، إنهم بعيدون عن معنى الإنسانية، وأقرب إلى شيء هم يعرفونه… كل المعرفة ! أذكرهم بدينهم ، الذي يحض على كل معاني المعاملة الطيبة ، ويكفي أنه يقول إن الدين المعاملة ، فهذه العبارة التي قالها سيد الخلق وخاتم النبيين الذي لا ينطق عن الهوى، جعلت من أهم مقومات عقيدة الإنسان معاملته، فيلين لهم جانبه، ولا يجعل الكبر يتسلل إلى قلبه ويملؤه بالغرور، فينعكس على أسلوبه فهو دائماً مشمئز من الغير ولا يجد الكمال إلا في ذاته، ولا يلمس العلو سوى لشخصه، وليعلم ذلك الجاهل بأن المعاملة اللطيفة، والأسلوب الطيب، هو السبيل الوحيد والمسلك الصحيح والمفتاح السحري الذي يغزو به أقفال كل القلوب. [email protected]