16 سبتمبر 2025

تسجيل

تركيا: هكذا يفكر الكبار

22 يوليو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بيت القصيد هو أن تركيا، عند انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، ستكون ثاني أكبر كتلة سكانية فيه بعد ألمانيا، والدولة التي تحتل بعض مؤشراتها الاقتصادية المركز الثاني بعد ألمانيا أيضا. هذا ما قاله السفير "أحمد ديميروك" سفير تركيا إلى قطر، الذي التقيته، ضمن وفد، صباح أمس (الخميس). وفي الحوار ـ الطويل المفتوح ـ توارى الانقلاب العسكري الفاشل، مفسحا المجال لمستقبل تركيا. كان الحديث عن "الاتحاد الأوروبي" هو أكثر ما قاله "ديميروك" أهمية. إذ أكد حرص تركيا على الانضمام إليه، برغم موقف أوروبا "غير المُرضي" من الانقلاب، بداية من التأخر في إدانته، وصولا إلى التحفظ على إجراءات تركيا في مواجهة العناصر المشاركة فيه، خاصة في ظل تصريح رئيس الوزراء "علي يلدريم" بأن البعض يدافع عن الانقلابيين دفاعا يرقى إلى مرتبة التواطؤ معهم. وكذلك برغم ما ذكره الحضور عن تصريح رئيس وزراء فرنسي سابق بأن السبب في رفض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي هو الإسلام نفسه (في تأكيد على هوية الاتحاد بوصفه ناديا مسيحيا).وبرغم هذا وذاك، قال "أحمد ديميروك" إن بلاده حريصة على الانضمام للاتحاد الأوروبي، الذي وصفه بأنه اتحاد للقيم التي يحرص عليها الشعب التركي، كالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحماية الحريات. وقال "ديميروك" إن تركيا منخرطة في أوروبا منذ نحو خمسة قرون، وإن التحلل من هذا الانخراط يحتاج إلى عقود، ضاربا المثل ببريطانيا، التي قال إنها ـ رسميا ـ خرجت من الاتحاد الأوروبي، لكنها ـ مع ذلك ـ لا يمكنها إلا أن تظل جزءا من أوروبا.كما قال "ديميروك" إن الأمر لا يتعلق بالسياسة وحدها، فهناك الاقتصاد أيضا، حيث إن الاقتصاد التركي، وهو السادس إجمالا في أوروبا، يحتل، في عدد من مؤشراته، المرتبة الثانية بعد ألمانيا، ومعنى ذلك أن تأثير تركيا سيكون كبيرا داخل الاتحاد الأوروبي، وهو أمر في صالح المسلمين.لم يتوقف "ديميروك" طويلا عند التفاصيل، لم تشغله "الإساءات" ولا حتى "المؤامرات" بل كان حريصا على توضيح "أسس" و "أركان" سياسة تركيا، التي تدرك مكانتها كدولة كبرى إقليميا، وتسعى إلى تحسين هذه المكانة، وهكذا يفكر "الكبار" أما "الصغار" فيشغلون أنفسهم بالحديث عن مؤامرات "مجلس إدارة العالم" وغناء "تسلم الأيادي" بأصوات أفسدها شرب مياه الصرف الصحي.