13 سبتمبر 2025

تسجيل

فضل الاستغفار

22 يوليو 2014

الدنيا مليئة بالذنوب والسيئات والخطايا وسهولة الوقوع فيها ، وابن آدم يلاحقه أعداء ثلاثة يسكن واحد معه ويحيط به اثنان : نفسه الأمارة بالسوء ونفسه المتلونة المتقلبة والشيطان الرجيم .فالنفس وصفها الله تعالى بأنها تأمر صاحبها بالسوء دائماً بصيغة المبالغة فقال : (أمَّارةٌ بالسوء) وليست (آمرةٌ) يعني مرة أو مرتين إنما الاستمرارية . والشيطان الذي وصفه الله تعالى بأنه العدو المبين الحاقد لابن آدم والذي تعهد أمام ربه بإغواء الناس وإضلالهم والعمل على تضييع أعمالهم وإفساد نياتهم كقوله (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) والدنيا التي انفتحت أبوابها على مصاريعها فامتلأت بالخبث والخبائث والشرور ولا تخلو من الخير ونحن في عصور الدنيا المتأخرة التي جاءت الأخبار القرآنية والنبوية باشتدادها على الناس .لكن الله الرؤوف الرحيم ذو فضل كبير ومنٍّ عظيم على عباده المؤمنين ؛ فجعل لهم مخرجاً من هذه البلايا وما يصيبهم من الذنوب والخطايا ، يتخلصون به ويهربون به من تبعات الخطايا وهو الاستغفار . وهو من أكبر ما تفضل الله تعالى به على عباده تغلبهم نفوسهم والشيطان فيقعوا في الذنب ، ثم يتذكرون الله تعالى ربهم ورحمته ويخافون عذابه وغضبه فيندموا ويستغفروه ويتوبوا فيتوب الله عليهم ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) والاستغفار معناه هو طلب العفو والصفح ممن يملكه وهو الله تعالى كما قال تبارك وتعالى ( وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ) فهو وحده صاحب المغفرة ومالكها ولا يحق لغيره ولا يستحقها ولا يستطيعها .لا كما يزعم بعض الأحبار والرهبان أنهم يملكون مغفرة الذنوب وقد جعلوا هذا عقيدة عند أتباعهم اعتقدوها وجاءوا إليهم ليغفروا ذنوبهم ويحطوها عنهم .فأكلوا أموال الناس بالباطل وصدق الله تعالى حيث يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) وفي الاستغفار رغب الله وحبب إليهم طلب العفو منه ببلاغهم بمغفرته وقبوله للتوبة ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )