08 أكتوبر 2025

تسجيل

المصداقية في الزواج

22 يونيو 2020

السؤال عن المتقدم للزواج يعتبر من العناصر المهمة لإتمام الزواج، حيث إن الإجابة عليه تمثل قاعدة صلبة تستقيم عليها الأسرة والمجتمع في المستقبل. الزواج يشكل بداية تكوين مجتمع صغير يكبر مع مرور الزمن. أما إن كانت الإجابة عن المتقدم للزواج خاطئة أو مغشوشة يمكن أن يبني مجتمعا على باطل ويصيبه التفكك والانهيار ويتحمل الشخص الذي أدلى بالمعلومات الخاطئة إثما كبيرا. هناك من لا يفصح لمن يخطب منهم عن بعض التفاصيل التي قد تؤثر على الحياه الزوجية وإنما يستعمل أسلوب الغش والخداع ولو على حساب غيره فليس ذلك مهم لديه.. هو يبحث عن راحته ومصلحته الشخصية بغض النظر عن الآخرين. والقصص في هذا المجال عديدة، على سبيل المثال إحدى العائلات أرادت أن تزوج ابنها الذي أصيب في حادث قديم أثر على إمكانية أن ينجب أطفالاً حسب التقارير الطبية دون أن تفصح لأهل الفتاة عن ذلك وتم الزواج وبعد مرور سنة بدأت الأسئلة تنهال على الزوجة أين الحمل ولماذا لم يحصل وأهل الزوج لا يهتمون بل يطلبون من الزوجة أن تعمل الفحوصات والمسكينة تنتقل من مستشفى إلى آخر والجميع يقولون لها انك سليمة ويطلبون منها حضور زوجها. تحاول هي باستمرار معه ولكنه يرفض بكل قوة ويتهمها بأن السبب منها هي وأنه سليم تساعده كل أفراد عائلته بالضغط عليها ولكثرة التشخيصات يعطيها أحد الأطباء أدوية كعلاج لعل وعسى يحدث الحمل وتلك الأدوية أثرت عليها جسدياً ونفسياً، خاصة أنها ليست بحاجة إليها، وزوجها العزيز يراها كيف تتنقل من مستشفى إلى الآخر في الداخل والخارج وتأخذ أمامه الأدوية بشكل يومي ولا يهتم أو على الأقل يسكت عنها ولا يطالبها بالحمل. من تأثير الأدوية المستمر تدخل إلى المستشفى وتشاء الظروف أن تعرف الحقيقة من إحدى قريبات زوجها حينما جاءت لزيارتها في المستشفى الذي تتعالج فيه من التشخيص الخاطئ وقالت لها القصة. تعبت الزوجة كثيرا لتلك الصدمة وقررت الانفصال عن زوجها بعد أن سئمت من تلك التصرفات التي عرضت حياتها للخطر مع هذا الزوج المخادع وكانت تتمنى لو عرفت ذلك قبل الزواج ولكنه جعلها ضحية يتسلى بها هو وأهله. نوع آخر من الناس يعطي معلومات خاطئة ويعدد صفات غير موجودة في الخاطب ويزيد في المدح بدافع صلة قرابته له أو لحصوله على مصلحة شخصية، وتكون النتيجة زواجاً سرعان ما يتفكك ويسقط البيت على أصحابه. تلك بعض من نماذج الغش وعدم المصداقية والتلاعب بالرباط المقدس للزواج. بعض العائلات يقع عليها لوم كبير لأنها تنظر للخاطب فقط من اسم عائلته أو بعدد الملايين التي لديه ولا تهتم لباقي التفاصيل ومنهم من يعلم أن الرجل لدية صفات خاطئة ومع ذلك تغض النظر لأن المبدأ لديها المال أولا وأخرا فتتسرع لتزويجه ثم تظهر به كل العيوب وتتحمل ابنتهم مرارة العيش أو ضياع أسرة قد يمتد إلى مجتمع بأكمله حيث إن الطلاق له تداعيات كثيرة وان حاول البعض إخفاءها وأقلها اسم مطلقة في مجتمع لا يرحم المرأة. فاتقوا الله يا من تسألوا عن الزوج أو الزوجة واعرفوا أن إجابتكم أمانة في أعناقكم وأنكم إما أن تقيموا مجتمعاً صالحاً أو أن تدمروا أجيالاً متعاقبة. أتمنى ألا نستعجل في بناء مجتمعنا وأن نضع قواعده على أسس متينة. [email protected] -