15 سبتمبر 2025
تسجيلإن زكاة الفطر إنما فرضت لتطهيرنا من بعض الأخطاء التي نرتكبها في صيامنا، فأعمالنا دائمًا ما يتخللها الخلل والنقص فهي طُهرة للصَّائم من الرَّفَث واللَّغو في هذا الشَّهر الكريم، وهي عمل اجتماعي تعاوني مع هؤلاء الفقراء، فهم يحتاجون للشعور بالفرحة والسرور فيكون عيدا للجميع. وهي زكاة واجبة على كل مسلم عندهُ قوتُ يَوْمِهِ، حتى الفقير يعطي زَكاة فِطْره، ويستطيع أن يتلقَّى زكاة فِطْر الآخرين؛ فهذا شيءٌ مَقْبول، والعِبْرة أن تُنْفق مِمَّا أعطاك الله عز وجل.وقد ذكر الله -عز وجل- محل هذه الصدقة في كتابه العزيز فقال: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 60].فعليك أن تتحرَّى تلك الصدقة إذا كنتَ أنتَ مُخرِجَها، بأن تختار الفقير، فإذا كان هناك فقيران في نفس المستوى، اخترت من اجتمع فيه سبب آخر، كأن يكون قريبًا لك، فالأقرباء أولى بالصدقة ليصبح الأجر أجرين، أجر إخراج الزكاة وأجر إعانة القريب.وفي هذه الزكاة اتصاف بخُلُق الكرم أيضًا وحب المواساة، وإظهار لشكر نعمة الله، فهو الرزاق الذي أنعم عليك بهذا وهو الذي أنعم عليك بإتمام صيام رمضان وقيامه، وفِعْل ما تيسر من الأعمال الصالحة فيه، وحُسن عبادة الله.وتكون الزكاة عنك وعمَّن تُنفِق عليه، ذكرًا أو أنثى، وتُدفع قبل العيد بيوم أو يومين، ولا يصح تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد، حتى لا تصير صدقةً من الصدقات، وتكون صاعًا من طعام، ويبلغ هذا الصاع اثنين كيلو ونصف أو ثلاثة كيلو، والأحرى أن تكون ثلاثة كيلو، وهي تكون مِن الأطعمة كالتَّمر، أو البُرِّ، أو الأرز، أو غيرها من طعام بني آدم.وهذه الزكاة تختلف عن زكاة المال، فزكاة المال تخرج مالا، أما زكاة الفطر فتخرج طعامًا، وكأنها للتأكيد على المساواة بيننا جميعا، وأنها واجبة على الكل، وتكون بمثابة الصلة بيننا، فما أعظم صلة الطعام، فأنت تأكل مع أخيك الفقير، وأخوك الفقير يأكل مع غيره من الفقراء أيضا بما يُقدِّمه من زكاة، فجميع الأيدي تمتد بتلك الزكاة المباركة. وإن كان في بعض البلاد يُقدِّرونها بالمال ويدفعونها مالا ليتصرف فيها الفقير حسب حاجته. فالزكاة نعمة ورحمة ونجاة من الله منحها للغني قبل الفقير، فاجعلوا من زكاتكم نجاة لكم ورحمة لكم يوم الدين.