13 سبتمبر 2025
تسجيلعندما تجد مكاناً على مثل هذا الكوكب وفي مثل هذا الزمان، يؤوي الطريد، وينصر المظلوم، ويُطعم الجائع ويواسي المحروم ويكرم الضعيف، فأنت في مكان يستحق منك كل التقدير والاحترام ويستحق أهله منك كل حب وكل إعزاز ويستحق أميره أن تبجله وتدعو له من كل قلبك أن يحفظه الله ويؤيده بجند من جنده وأن يخلد ذكره هو ووالده العظيم وكل من ساند الحق إلى يوم الدين مع الصديقين والصالحين. هذا المكان لا ينتمي لعالم الأحلام، بل هو مكان نعيش فيه بفضل الله ومنِّه. وهذا المكان وأهله الكرام يذكرني بحدث جلل غير مجرى التاريخ، حدث الهجرة المباركة، هجرة أعظم خلق الله وخاتم رسل الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فقد ناله عليه السلام هو وأصحابه من الأذى ما كان الله به عليم، فإذن سبحانه لرسوله بالهجرة، حيث استقبله أهلها بالبِشْر والحبور والفرحة والسرور، وراح أهلها يتسابقون في إكرام المهاجرين أيما إكرام حتى خلدت كتب السيرة مواقف الأنصار من المهاجرين كأعظم وأنبل سلوك يمكن أن يصدر عن بشر. وتذكرني المدينة المنورة وأهلها الكرام بهذ المكان الذي بدأت مقالتي بالحديث عنه، إنها قطر الغالية والتي فتحت قلبها وأرضها لكل من احتاج إليها، ووقفت تجاه القضايا الإنسانية (بشكل عام وتجاه القضايا الإسلامية بشكل خاص وعلى رأسها قضية فلسطين الحبيبة وسوريا الغالية) – موقفا عظيما نبيلا ندر مثله في مثل زماننا هذا، وسيسطر التاريخ مواقف قطر الغالية وأميرها العظيم سمو الشيخ تميم والأمير الوالد المبجل سمو الشيخ حمد وشعبها الكريم، وكذلك مواقف تركيا الحبيبة بأسطر من نور تشهد أنه كان هناك مخلصون في زمن عزَّ فيه الإخلاص وندر فيه الوفاء ندرة الذهب في الرمال. "اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين" آمين يارب العالمين.