13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني، قال: «لا تغضب فردد مرارا قال: لا تغضب» رواه البخاري. طلب هذا الرجل من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه وصية وجيزة جامعة لخصال الخير، فوصاه النبي أن لا يغضب، فهذا يدل على أن الغضب جماع الشر.والغضب: هو غليان دم القلب طلبا لدفع المؤذي عند خشية وقوعه، أو طلبا للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعد وقوعه، وينشأ من ذلك كثير من الأفعال المحرمة كالقتل والضرب وأنواع الظلم والعدوان؛ وكثير من الأقوال المحرمة كالقذف والسب والفحش.قوله صلى الله عليه وسلم لمن استوصاه: لا تغضب يحتمل أمرين:أحدهما: أن يكون مراده الأمر بالأسباب التي توجب حسن الخلق من الكرم والحلم والحياء والتواضع وكف الأذى، والصفح والعفو، وكظم الغيظ، ونحو ذلك من الأخلاق الجميلة، فإن النفس إذا تخلقت بهذه الأخلاق، أوجب لها ذلك دفع الغضب عند حصول أسبابه.والثاني: أن يكون المراد لا تعمل بمقتضى الغضب إذا حصل لك، بل جاهد نفسك على ترك تنفيذه والعمل بما يأمر به، فإن الغضب إذا ملك ابن آدم كان الآمر والنهي له، ولهذا المعنى قال الله عز وجل {ولما سكت عن موسى الغضب}. من أسباب دفع الغضب:وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر من غضب بتعاطي أسباب تدفع عنه الغضب، وتسكنه، ففي الصحيحين: «استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمة لو قالها، لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».وخرج الإمام أحمد، وأبو داود: «إذا غضب أحدكم وهو قائم، فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع». وقد قيل: إن المعنى في هذا أن القائم متهيئ، للانتقام، والجالس دونه في ذلك، والمضطجع أبعد عنه، فأمره بالتباعد عن حالة الانتقام.وفي مسند أحمد: «إذا غضب أحدكم، فليسكت، قالها ثلاثا». وهذا أيضا دواء عظيم للغضب، لأن الغضبان يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه.وفي الحديث: " «إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم، فليتوضأ» ".مدح من ملك نفسه عند الغضب:وقد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم من يملك نفسه عند الغضب ففي " صحيح مسلم : «ما تعدون الصرعة فيكم؟ قلنا: الذي لا تصرعه الرجال، قال: ليس ذلك، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب».وخرج الإمام أحمد: «ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله من جرعة غيظ يكظمها ابتغاء وجه الله عز وجل».الغضب لله:الواجب على المؤمن أن يكون غضبه لله ولحرمة دينه أن تنتهك، وانتقاما ممن عصى الله ورسوله. وهذه كانت حال النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان لا ينتقم لنفسه، ولكن إذا انتهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء.وكان صلى الله عليه وسلم لشدة حيائه لا يواجه أحدا بما يكره، بل تعرف الكراهة في وجهه، كما في الصحيح : «كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئا يكرهه، عرفناه في وجهه».ولما بلغه ابن مسعود قول القائل: «هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، شق عليه صلى الله عليه وسلم وتغير وجهه، وغضب، ولم يزد على أن قال: لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر».أما إذا رأى، أو سمع ما يكرهه الله، غضب لذلك، وقال فيه، ولم يسكت، وقد «دخل بيت عائشة فرأى سترا فيه تصاوير، فتلون وجهه وهتكه.ولما شكى إليه الإمام الذي يطيل بالناس صلاته حتى يتأخر بعضهم عن الصلاة معه، غضب واشتد غضبه، ووعظ الناس، وأمر بالتخفيف.