17 سبتمبر 2025

تسجيل

غير عاداتك بالصيام (1)

22 يونيو 2016

طيلة اليوم نمارس مجموعة من العادات بعضها طيب مفيد وبعضها قد يكون غير مفيد أو ضارا، ولاشك أن الإنسان الذي يقدر ذاته ويعرف نعمة الحياة سيفكر مرات ومرات في كيفية تغيير نفسه، وسيحاول أن يكف عن الإتيان بعادات ضارة، وسيحاول أن يصحح مسار حياته والمسلم يتعلم من دينه الكريم أن عليه دائما أن يحاسب نفسه، وإذا أذنب فليسرع بالتوبة والاستغفار، وإذا أخطأ في حق أحد فليذهب إليه ويعتذر إليه. ولكن ماذا عن تغيير العادات الضارة سواء كانت التدخين أو السهر بغير طائل أو الإسراف في الطعام، وغير ذلك من عادات سيئة يريد الإنسان أن يتخلص منها؟ ماهو السبيل لتغيير تلك العادات؟ علينا بداية أن نتعرف على مصدر العادة أو كيف تتكون . تبدأ العادة فكرة، والفكرة قد تكون إيجابية مثل "الدراسة مفيدة، أحب الصلاة، أريد أن أساعد الناس، الحياة طيبة.."، وقد تكون سلبية مثل "الحياة صعبة، كل الناس سيئون، لا أحب الدراسة، التدخين يريح النفس، السهر مسل.."، والفكرة تؤثر على صاحبها فتولد مشاعر من نفس نوعها، فالذي يفكر فكرة إيجابية مثل "الدراسة مفيدة" سيشعر بنوع من الراحة، أو "الحياة طيبة" سيشعر بسعادة وطمأنينة والعكس صحيح الذي يقول إن الحياة صعبة أو كئيبة سيشعر بحزن أو تعاسة، وهكذا والشعور يولد سلوكا من نفس نوعه فالذي يشعر بالسعادة لأنه يحب مساعدة الناس سيسرع في الإنفاق على الفقراء والمحتاجين وسيمد يد العون لجاره المريض وسيحرص على قضاء حوائج الناس وتكرار فعله لهذا السلوك الطيب سيحول السلوك إلى عادة طيبة، وبنفس الطريقة يتكون السلوك السيئ والعادة الضارة، فالذي يكرر تدخين السجائر أو السهر، وغير ذلك سيتحول هذا السلوك لديه إلى عادة. والعادة تحفر جذورها بعمق في النفس الإنسانية، وليس هذا فحسب بل إن تكرارك سلوكا معينا ينشأ عنه رابط حيوي في المخ، وكلما كررت هذا السلوك سواء نافع أو ضار، كلما زاد هذا الرابط قوة وكلمات تغلغلت العادة في أعماقك. علاوة على ذلك فلدى كل منا ميكانيزم أوآلية تسمى ب "نطاق الراحة" Comfort Zoon ترى ماهي هذه الآلية وكيف يساعدنا الصيام على تصحيح عادتنا وتغييرها إلى الأحسن، تابع معنا المقال القادم بمشيئة الله -تعالى- لتتعرف على الإجابة .