14 سبتمبر 2025
تسجيلبعد سلسلة من التهديدات الطائفية المريضة التي أطلقها بارونات ورموز أركان النظام الإيراني في العراق من أمثال الإرهابي الدولي أبو مهدي المهندس أو زميله الإرهابي الحرسي هادي العامري أو النائب عن جماعة الحكيم الإيرانية قاسم الأعرجي التي اعتبرت مدينة المساجد (الفلوجة) رأسا للأفعى كما قالوا... فإن الخطط العسكرية المرسومة في مقر الحرس الثوري الإيراني لاجتياح تلك المدينة الصامدة وتدميرها على رؤوس أهلها بل ومحاولة إبادتها إن أمكن، تمضي قدما بشكل متسارع عبر الحشد والتعبئة الطائفية الرثة بكل أشكالها الإعلامية والسياسية وحتى الدينية والنفسية، خوف الأحزاب الإيرانية من صمود الفلوجة الأسطوري والإشاعات المتواترة والمستمرة حول اجتياح قريب لمسلحي العشائر والجماعات المسلحة لبغداد، قد نسج خيوطا من الرعب الكبير الذي يقض مضاجع قادة الميليشيات الطائفية الذين يتحركون وفق أجندات خاصة ومخططات مرسومة بدقة هدفها الرئيسي فرض تغيير ديموغرافي وطائفي في المناطق المستباحة، كما حصل في ديالي وسامراء وتكريت، وكما يحاولون اليوم في الأنبار وهم يعرفون أنهم يصطدمون بجدار المقاومة الفلوجية الهائل الذي عجزت قوات المارينز الأمريكية المدربة والمسلحة نوعيا على احتوائه. لذلك فإن الحشد الإيراني ليس بوارد الدخول في حرب تكتيكية ستسقط منهم خسائر كبيرة وتثخن فيهم الجراح، بل إنهم وضعوا خطة إبادة منهجية شاملة من خلال سياسة الأرض المحروقة وحيث سيرمون الفلوجة ببساط نيراني هائل معزز بصواريخ أرض/ أرض إيرانية وصلت لهم، تضاف لذلك الاستعانة بطيران قوات التحالف الدولي، ومن ثم الشروع بتدمير المدينة عن بكرة أبيها تحت ظلال وشعارات حرب الإرهاب الدولي وبذريعة أن تنظيم الدولة الإسلامية هو المستهدف وليس مدينة الفلوجة، وهي ذريعة واهية لكون هدف العصابات الطائفية العراقية معروفا ومشخصا وهو انتقامي محض ويحمل معه سيناريوهات تغيير ديموغرافي وفرض وقائع ومعطيات طائفية جديدة تتميز بإبادة كل شكل من أشكال المعارضة وسط حالة الفوضى العراقية القائمة بحدة والتي خلطت جميع الأوراق دفعة واحدة.. يريدون نحر الفلوجة على مذابح أطماعهم وأهدافهم الخبيثة والمعروفة للجميع، ولكن خططهم لن تنجح هذه المرة كما هو شأنها في المرات السابقة، فالفلوجة ستسطر ملاحم كفاحية بما يجعلها (ستالينجراد) العرب والمسلمين بكل جدارة، وستقلب الطاولة على رؤوس المهاجمين مهما بلغت قوتهم النيرانية، فللنصر عوامل وأسباب ليس من بينها جودة التسلح فقط، فمن يحمل السلاح ويمتلك العقيدة القتالية والحوافز النفسية هو من يحسم الموقف في نهاية المطاف، الحكومة العراقية الراهنة وهي تحاول ترميم ما خربته حكومة المالكي تستمر في سلوك نفس المنهج الطائفي التعبان والمدمر، وتمارس أساليب ابتزاز لا علاقة لها بإدارة العمل السياسي وملف الصراع بطريقة احترافية من شأنها ترميم العلاقات الداخلية المنهارة أصلا، فحكومة العبادي هي في حقيقتها الزاعقة حكومة ميليشيات مهيمنة أضحت سيطرتها على المؤسسة العسكرية العراقية أمرا واقعيا وصادما في إيحاءاته ودلالاته وأساليبه، فوزارة الدفاع توارت خجلا وانسحب وزيرها ورئيس أركانها من مسرح العمليات أمام سطوة كبار قادة الإرهاب الدولي المدعوم إيرانيا مثل المطلوب للإعدام في الكويت أبو مهدي المهندس نائب القائد العام للحشد الطائفي وهو مطلوب أمريكيا أيضا ولا صفة رسمية له في الحكومة العراقية أو مؤسساتها الأمنية والعسكرية ومع ذلك فهو يجتمع باستمرار مع رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة، في منظر غريب ومثير للتساؤل والاشمئزاز حول من يحكم العراق، العبادي أم رجال الحرس الثوري الإيراني في العراق؟.