13 سبتمبر 2025

تسجيل

ذو الخلق

22 يونيو 2015

إن آيات القرآن الكريم أنزلها الحق سبحانه لتخرج الناس من الظلمات على النور ومن الضلال إلى الهدى ولتبين لنا عظمة هذا الدين ومقام شرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظيم منزلته عند ربه وبالأخص أننا في أيام طيبة كلها طاعة وقرب، أيام رمضان الذي نصوم نهاره ونقوم ليله فوجب علينا أن نملأ قلوبنا بمحبة الخالق عز وجل ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ونقتدي به ونتأسى به في كل أعمالنا ونسأل الله تعالى أن يجمعنا به في الجنة وأن يكون شفعينا يوم القيامة، وليعلم كل مسلم أن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وتوقيره وتعظيمه لازم كما كان حال حياته وذلك عند ذكره صلى الله عليه وسلم، وذكر حديثه وسنته وتعظيم أهل بيته وصحابته، وإذا كانت محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيره من أجل أعمال القلوب وأفضل شعب الإيمان، فإن بغضه من أشنع الذنوب وأخطرها، فإنه لا يؤمن أحدكم حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين.إن الإنسان في رمضان يمتثل أمر الله تعالى وطاعته، فهو يصوم لله ويقوم الليل يطمع في الجنة ويتعوذ من النار، لذا ينبغي أن يعلم كل عاقل أن الله سبحانه وتعالى جعل حسن الخلق أفضل من درجة الصائم القائم، فما فائدة في صوم بلا خلق أو صلاة بلا أخلاق لذلك ينبغي أن يعلم كل إنسان إذا شاتمه امرؤ أو سبه فليقل إني صائم، فالمسلم كريم الطباع لين القول، يهتدي بنور الإسلام، يلتزم أوامر الدين وينتهي عما نهى الله تعالى.فالمرء يعلم علم اليقين أن الدين الإسلامي هو دين الشمول والعموم، فإن نظرة الإسلام شاملة للحياة كلها وركن ركين لبقاء الأمة الإسلامية وصمودها في مواجهة النوازل والخطوب من خلال بنائها التشريعي، فالحكم على مقدار الفضل وروعة السلوك يرجع إلى الخلق العالي، وفي الإبانة عن ارتباط الخلق بالإيمان الحق وارتباطه بالعبادة الصحيحة وجعله أساس الصلاح في الدنيا والنجاة في الآخرة.إن أمر الخلق أهم من ذلك، فلابد من إرشاد متصل ونصائح متتابعة ليرسخ في الأفئدة والأفكار فإن الإيمان والصلاح والخلق عناصر متلازمة متماسكة لا يستطيع أحد تمزيق عراها، فالخلق الحسن في منابع الإسلام من كتاب وسنة هو الدين كله والدنيا كلها وحسن الخلق من كمال الإيمان، فالمسلم يؤمن بما لأخيه من حقوق وآداب تجب عليه، فيلتزم بها ويؤديها لأخيه المسلم وهو يعتقد أنها عبادة لله تعالى وقربة يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، إذ إن هذه الحقوق قد أوجبها الله تعالى على المسلم ليقوم بها تجاه أخيه المسلم، ففعلها يكون طاعة لله تعالى وقربة له دون شك، لذلك حدد النبي صلى الله عليه وسلم أن الهدف من بعثته والشريعة الحقيقية لدعوته من خلال قوله صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، فإن الأخلاق الحسنة عند غير المسلمين يرجعونها إلى حسن التربية وسلامة التنشئة ورقي التعليم والتعهد بالتدريب. ولكن الأخلاق عند المسلمين فإن مرجعها إلى هدي الدين وتشريعه الممتثل في كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فديننا الحنيف جعل الخلق سجية أصيلة في الإنسان المسلم يتربى عليه ويتدرب من خلال دينه على مكارم الأخلاق التي ترفع منزلته في الدنيا، فيكون له القبول في الأرض ويكون محبوبا بين الناس وترجح كفة ميزانه في الآخرة، فلا يوجد عمل في ميزان الإنسان أثقل من حسن الخلق، بل إن الإسلام جعل حسن الخلق من كمال الإيمان وأن منهج الإسلام في تربية النفوس قائم على التحابب والتقارب والتآلف، ومن هنا لا تباغض ولا تحاسد ولا تدابر في حياة المسلم الصادق، فصلاح الفرد سبيل لصلاح المجتمع.