15 سبتمبر 2025
تسجيليروى أن الشاعر نُصَيب بن رباح اجتمع ذات يوم بالشاعر الفرزدق في مجلس سليمان بن عبدالملك، فطلب من الفرزدق أن ينشده إحدى قصائده، فقال الفرزدق مفتخراً بقومه: وَرَكْبٍ كأَنَّ الرِّيحَ تَطْلُبُ عندهم لها تِرَةً من جَذْبِها بالعَصَائِبِ يَعَضُّونَ أَطرافَ العِصِيِّ كأَنَّها تُخَزِّمُ بالأَطرافِ شَوْكَ العَقَارِبِ سَرَوا يَخبطُونَ اللَّيلَ وهيَ تَلُفّهم على شُعَبِ الأَكوارِ من كُلِّ جانِبِ إذا ما رأوا ناراَ يقولونَ لَيْتَها وقد خَصِرَتْ أَيديهمو نارُ غَالِبِ إلى نارِ ضَرَّابِ العَراقيب لم يَزَلْ لَهُ من ذُبابَيْ سَيْفِهِ خَيْرُ حالِبِ تَدُرُّ بِهِ الأَنساءُ في ليلةِ الصَّبَا وَتَنْتَفخُ اللَّبَّاتُ عند التَّرائِبِ فغضب سليمان بن عبدالملك من افتخاره، وقال للشاعر نصيب قم فأنشد.. فقام نصيب وأنشد: أَقُولُ لِركبٍ صادرينَ لَقيتُهم قَفَا ذاتِ أَوْشالٍ ومَولاكَ قارِبُ قِفُوا أَخبروني عن سُليمان إنَّني لمعروفِهِ من أَهلِ وَدَّانَ طالبُ فَعاجُوا فـأَثنوا بالذي أَنتَ أَهلُهُ ولَوْ سَكَتُوا أَثْنَتْ عَليكَ الحقائِبُ هُوَ البَدرُ والناسُ الكَواكبُ حَوْلَهُ ولا تُشْبِهُ البَدرَ الـمُضيءَ الكَواكِبُ فقال سليمان بن عبدالملك: أحسنت والله يا نُصَيب، وأمر له بجائزة ولم يأمر بشيء للفرزدق، فخرج الفرزدق من المجلس وهو غاضب أشد الغضب. أبو تمام يمدح المعتصم قال أبو تمام في مدح الخليفة العباسي المعتصم في قصيدته الشهيرة: أَجَلْ أَيها الرَّبعُ الذي خَفَّ آهِلُهْ لقد أَدركَتْ فيكَ النّوى ما تُحاوِلُهْ وَقَفْتُ وأَحشائي منازلُ للأَسَى بِهِ وهو قَفْرٌ قد تَعَفَّتْ مَنَازِلُهْ ثم يقول في مدح الخليفة المعتصم: إلى قطبِ الدنيا الذي لَوْ بِفَضلِهِ مَدَحْتُ بني الدنيا كَفَتْهم فَضائِلُهْ من البأسِ والمعروف والدِّينِ والتُّقى عِيالٌ عليهِ رزقهنَّ شَمائِلُهْ جلا ظُلُمات الظُّلمِ عن وَجْهِ أُمَّةٍ أَضاءَ لها من كَوكَبِ الحَقِّ آفِلُهْ ولاذَتْ بِحَقْويهِ الخِلافَةُ فالْتَقَتْ على خِدرِها أَرماحُهُ وَمَنَاصِلُهْ بِمُعْتَصِمٍ باللهِ قد عُصمتْ بِهِ عُرَى الدِّينِ والْتَفَّتْ عليه وسائِلُهْ تَعَوَّدَ بَسْطَ الكَفِّ حتى لَوْ أَنَّهُ ثَنَاها لِقَبْضٍ لم تُطعهُ أَنامِلُهْ وَلَوْ لَم يَكُنْ في كَفِّهِ غيرُ رُوحِهِ لجادَ بها فَلْيَتَّقِ اللهَ سائِلُهْ وسلامتكم