15 سبتمبر 2025
تسجيلاليونان هذا المنتخب المغمور الذي يحل في كل بطولة بهدوء ودون أي ضجيج إعلامي أو متابعة كبيرة أو ترشيحات جماهيرية ودائماً ما يبعده النقاد عن أي حسابات تنافسية، وأضف إلى ذلك حالياً ما تمر به هذه الدولة من ظروف اقتصادية سيئة جعلتها على حافة الإفلاس.... أكرر بأن انحسار الأضواء عن الكرة اليونانية ليس بسبب مستواها الفني المتواضع فقط ولكنها أيضاً لم تنجب حتى الآن قائداً كبيراً أو لاعباً فذاً يستطيع أن يسلط الضوء عليها... فهناك دول أنجبت لاعبين كانوا مثلاً أعلى للجماهير في مختلف أقطار العالم رغم أن منتخباتهم لم تحقق إنجازات أوروبية أو عالمية ولم تكن يوماً من الفرق ذائعة الصيت عالمياً وأبرزهم الويلزي رايان غيغز أسطورة مانشستر يونانيد وأيان راش الليفربولي الشهير في الثمانينيات والأيرلندي روي كين قائد مانشستر حتى منتصف الألفية والأوكراني شفشنكو وغيرهم من اللاعبين الذين لم تخدمهم منتخباتهم في تقديمهم بشكل أكبر للعالمية ولكن تألق أنديتهم وجماهيريتها هما من أسهما في بروز نجوميتهم الكبيرة... أقول ورغم ذلك إلا أن اليونانيين استطاعوا أن يفرضوا احترامهم على المنتخبات المنافسة والجماهير المتابعة للبطولة بعد النتائج الجيدة التي حققوها حتى الآن وختموها بتأهلهم لربع النهائي، بعدما حرموا الدب الروسي من إتمام نتائجه الجيدة والوصول للدور الثاني وهزيمته في مفاجأة كبيرة ذكرتنا بيونان 2004 عندما دخلوا البطولة بهدوء وخرجوا منها أبطالاً يشار لهم بالبنان بعدما هزموا منتخبات كبيرة مثل فرنسا حاملة لقب يورو 2000 والبرتغال مستضيف يورو 2004 في الافتتاح والنهائي والتشيك وتعادلوا مع الإسبان.... المنتخب اليوناني والذي تأهل بعد الفوز بأربع نقاط هذه المرة وهي نفس عدد نقاطه في مجموعته عام 2004 وسبحان الله الخسارة الوحيدة التي تعرض لها في يورو2004 كانت أمام المنتخب الروسي وهو نفسه الذي حقق اليونان فوزه اليتيم عليه وتأهل على حسابه في هذه البطولة.... هذا المنتخب يقدم لنا دروساً في الثقة بالنفس وعدم الاعتراف بالفوارق الفنية بينه وبين غيره من المنتخبات الكبيرة في القارة العجوز فتشعر بأن لاعبيه يدخلون الملعب وهدفهم الفوز ويلعبون لهذا الهدف دون النظر إلى الفريق الذي يواجههم فهم يحترمون كل المنتخبات ولكنهم في الوقت ذاته يثقون في قدراتهم وإمكاناتهم فإذا كان الفوز حليفهم فهذا ما خططوا له وإذا الحظ عاندهم ووقف ضدهم فذلك لا يثنيهم عن الاستمرار في المحاولة والتشبث بآخر أمل في المنافسة... أقول هذا الكلام وأؤكد إعجابي بالمنتخب اليوناني ولكني في الوقت نفسه لا أتوقع أن يعيد هذا المنتخب إنجازه القاري مرة أخرى وبصراحة لن أبالغ إذا قلت بأن مباراة ألمانيا هي آخر مشوار الفريق الإغريقي في هذه البطولة... هذه هي توقعاتي للفريق اليوناني فالمفاجأة التي حققها في يورو 2004 وتأهله إلى الدور الثاني حالياً جعلت الألمان يفكرون كثيراً في مواجهة هذا المنتخب العنيد ولا أعتقد أنهم سيقعون في نفس فخ الديوك الفرنسية في يورو 2004 عندما أعتقدوا أن التأهل للدور قبل النهائي في ذلك الوقت بقيادة زيدان وهنري مسألة وقت وإذا بهم يجدون أنفسهم خارج البطولة... اليونان إذا تأهلت إلى الدور قبل النهائي مع أني لا أتوقع ذلك فإنها ستحقق إنجازاً ليس الأول في تاريخها وإذا خسرت فإنها ستكون خرجت أمام ألمانيا وصيف البطولة السابقة وهو المنتخب الذي يضم جوميز ومولر وكلوزه وصفوة من نجوم كرة القدم الأوروبية... قبل النهاية... في الخروج أو البقاء اليونان يستحق الاحترام....