13 سبتمبر 2025

تسجيل

غزوة بدر الكبرى

22 مايو 2019

يحمل لنا شهر رمضان المبارك ذكريات تاريخية مهمة عند المسلمين وذلك لأنه شهر خير وبركة، ففيه كانت الكثير من الأحداث العظام في تاريخ أمة الإسلام، وفي جُلِّ المعارك الرمضانية كان النصر فيها حليف المسلمين بفضل الله أولًا ثم ببركة هذا الشهر الكريم لأنه شهر استمداد العزيمة والمدد من الله العلي القدير، فينطلق المسلمون فيه للنصر لأنهم انتصروا على أنفسهم أولًا، فقهروها بتحقيق منعها من الطعام والشراب والشهوة المباحة في نهاره، وهو انتصار لازم لمن يريد أن ينتصر على عدوه فلا بد أن يتخلص من حظوظ نفسه وشهواتها، فإن المهزوم داخلَ نفسِه مهزومٌ أمام عدوه ولا شك. وخير معارك رمضان وأشهرها على الإطلاق معركة بدر الكبرى التي كانت معركةَ الفرقان، فيها أعز الله الإسلام وأهله وأذل الشرك وأهله. وقعت معركة بدر الكبرى يوم السابع عشر من رمضان من العام الثاني للهجرة النبوية المباركة، وكان هذا أول رمضان يصومه المسلمون، فقد فُرض الصيام في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة أي قبل الغزوة بشهر تقريبًا. وجاءت أحداث الغزوة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم أن أبا سفيان بن حرب قادم بقافلةٍ تجاريةٍ لقريش من الشام تحمل أموالًا عظيمة، في هذا الوقت كانت الحالة التيبين المسلمين وقريش حالة حرب، وفي حالة الحرب تصبح أموال العدو ودماؤهم مباحةً، وكان المسلمون المهاجِرون من قَبْل ذلك قد علموا أن قريشًا استولت على أموالهم بمكة، وهذا يعني أن جزءًا من هذا المال الموجود بالقافلة كان من مال المسلمين. ووقعت غزوة بدر في وادي بدر الشهير ببئر مياه بدر، حيث يقع هذا الوادي بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويشتهر هذا الوادي بأنه أحد الأماكن التي يجتمع بها العرب للتجارة والمفاخرة، والمواجهات الشعرية كنوع من التواصل، واختار النبي عليه الصلاة والسلام هذا المكان على وجه الخصوص لقطع المياه عن قافلة قريش التي كان يقودها معاوية بن أبي سفيان، فمياه بدر كانت تقصدها القوافل للاستراحة عندها والتزود بالماء. فالتقت الجيوش في موقعة بدر، ودار قتال عنيف انتهى بانتصار المسلمين الساحق واستشهاد 13 رجلًا منهم نالوا الشهادة في رمضان فهنيئًا لهم أعالي الجنان، وهُزم جيش قريش الذين قُتل منهم 70 رجلًا، وأُسر منهم 70 رجلًا، وفرح المسلمون بهذا الانتصار، وبالغنائم التي عادوا بها إلى المدينة المنورة. فكانت غزوة بدر بمثابة أم المعارك والغزوات في إظهار الحق ونصرة الدين الإسلامي، وتعتبر غزوة بدر وغزوة الفتح هما الغزوتان الوحيدتان اللتان قادهما الرسول عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان المبارك. فاللهم أسعدنا وقَرَّ عيونَنا في رمضان هذا العام بنصرة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض إنك على كل شيء قدير.