18 سبتمبر 2025

تسجيل

(قانون الخطأ) 

22 مايو 2018

أقوال الأنبياء أعظم منارات الدنيا تجعلك لا تصطدم بمشاكل الدنيا الكبرى. روى الحاكم والترمذي والبيهقي وغيرهم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال الحبيب صلى الله عليه وسلم " كل بني آدم خطاء، وخير الخطّائين التوابون" الجملة الأولى من الحديث قانون عام على كل البشر عدا الأنبياء والمرسلين، لكن الإشكال عندنا كيف نحدد ما هو الصواب وما هو الخطأ، أو من الذي لديه هذه الصلاحية. في الإسلام الله هو الذي يحسّن ويقبّح، الحسن ما حسّنه الرب والقبيح ما قبّحه الرب عز في علاه. المصيبة أن هذه القاعدة بدأت تهتز عند بعض المفكرين وبدأوا يحللون ويحرمون بناء على أهوائهم، فمنهم من يقول الخمر ليست حراما وفوائد البنوك الربوية ليست من الربا الذي حرمه الله، أخذوا يضربون أصول الدين وما هو معلوم من الدين بالضرورة. معيارنا نحن المسلمون الذي به نعرف الصواب من الخطأ هو الكتاب والسنة، الأصل أن قوانيننا مبنية على هذين الأصلين لا على الشرق أو الغرب، أصبح لدينا انفصام في الشخصية، ما يقال في مساجدنا ليس له علاقة بواقعنا وصرنا كما وصف ربنا اليهود في كتابه الكريم "أًفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"، توعد الله من يفعل ذلك بالخزي في الدنيا، والخزي له ثلاثة محاور، منها المهانة ومنها الاحتقار ومنها الذلة والصَّغار، وللأسف الشديد كلها تعيشها الأمة الإسلامية والعربية، وخير الخطائين التوابون، فيه الحل لأزمتنا فيه الخلاص من واقعنا الذي أصبحنا فيه محتقرين مهانين مذلولين، العودة إلى الله الرجوع إلى الكتاب والسنة. اللهم ردَّنا إليك ردا جميلا، استر عوراتنا واغفر ذنوبنا وألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام، آمين.