13 سبتمبر 2025
تسجيلقرن كامل من الحروب والدمار والخراب والفقر والدماء والتسلط والدكتاتورية.. هكذا يمكن وصف 100 عام من حياة الأمة العربية في القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين، وهو قرن تميز بالضياع لأنه الزمن العربي الضائع. لم تكن بداية السقوط قبل قرن واحد بل كانت أبعد من ذلك بكثير، فمنذ قرون لم تحقق الأمة العربية انتصارا واحدا في أي مجال من المجالات، لقد كانت في حالة انكفاء وتقهقر وتراجع دائم، إلا أننا سوف نختار معلما مهما لهذا القرن إلا وهو 16 مايو 1916 حين تم تصنيع مؤامرة "سايكس- بيكو".وحسب المعلومات المتوفرة على موسوعة ويكيبيديا فإن "اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، كانت اتفاقا وتفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الدولة العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى.وتم الوصول إلى هذه الاتفاقية بين نوفمبر من عام 1915 ومايو من عام 1916 بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، وكانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك. ولقد تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917.ولقد تم تقسيم منطقة الهلال الخصيب بموجب الاتفاق، وحصلت فرنسا على الجزء الأكبر من الجناح الغربي من الهلال (سوريا ولبنان) ومنطقة الموصل في العراق. أما بريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالاتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا. كما تقرر أن تقع فلسطين تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا. ولكن الاتفاق نص على منح بريطانيا مينائي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسا لبريطانيا بالمقابل استخدام ميناء الإسكندرونة الذي كان سيقع في حوزتها".مؤامرة سايكس- بيكو لم تكن أكثر من عملية خداع كبرى ضد العرب، ففي الوقت الذي تحالف فيه العرب بقيادة الشريف حسين مع بريطانيا ضد الدولة العثمانية من أجل الحصول على "مملكة للعرب" تشمل بلاد الشام والجزيرة العربية، وقد وعدت بريطانيا الشريف حسين بأنها ستدعم إنشاء هذه المملكة بعد أن تنتهي الحرب، إلا أنهم كانوا في الوقت نفسه يتآمرون مع فرنسا وروسيا القيصرية من أجل تقاسم المنطقة الجغرافية نفسها، في واحدة من كبرى عمليات الخداع في التاريخ كله.المشكلة أن العرب بلعوا الطعم وانقضوا على الدولة العثمانية مع كل الدول الأخرى التي كانت تحاربها، ما أوصل الدولة العثمانية إلى حتفها وذهبت إلى الموت مع إعلان نهاية الخلافة والعثمانيين والإسلام في تركيا، وانقض كمال أتاتورك على بقايا الدولة العثمانية ليعلن قيام جمهورية تركية علمانية لا علاقة لها بالإسلام والعرب بإلغاء الشريعة الإسلامية والكتابة باللغة العربية وتحويل الأذان إلى اللغة التركية، وتبني القيم والملابس الغربية، وهكذا أسهم العرب بدفن الدولة العثمانية إلى جانب بريطانيا وفرنسا أملا في الحصول على دولة عربية مستقلة، وهو ما لم يحدث على الإطلاق، بل كانت المكافأة التي قدمها البريطانيون والفرنسيون للعرب هي تقسيم أرضهم ونهب ثرواتهم واستعمارهم.