12 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة التغيير

22 مايو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بين ما يردده أنصار سلطة الانقلاب في مصر، في إيمان عميق، أن السلطة في مصر لا يمكن أن تغيرها قوة خارجية، مهما كانت حالة مصر، وحالة القوة الخارجية. هذا ما يقولونه فإذا اطمأننت في مقعدك أضافوا: ثم إنه لا توجد قوة في الداخل قادرة على التغيير! والمعنى أنها ـ أي سلطة الانقلاب في مصر ـ باقية إلى يوم يبعثون، وأنها لن تتغير "لا من الخارج ولا من الداخل" ولاحظ ـ من فضلك ـ أننا لا نتحدث عن "خازوق" ولا نحن "جبنا سيرة" الغراء!.والحقيقة، كما يقولها الراوي ـ يا سادة يا كرام ـ أن سلطة الانقلاب نفسها نتاج "تغيير من الخارج" قاطع مسار ثورة كانت تسعى إلى "تغيير من الداخل". ليس هذا فحسب، بل إن السلطة في مصر كثيرا ما تغيرت، عبر التاريخ، من خارجها، ودعونا من التاريخ البعيد والقديم، مكتفين بـ"أسرة محمد علي" التي حكم مصر من أبنائها عشرة (كاملة) في الواقع، وأحد عشر على الورق، إذا أضفنا الأمير "أحمد فؤاد" ابن "الملك فاروق" الذي حكم مصر ـ وهو رضيع ـ تحت الوصاية."محمد علي" نفسه غريب جاء من الخارج، وعمل على خدمة القوى الدولية، ومنها "فرنسا" التي ساعدها على احتلال الجزائر، وظلت تدير سلالته لصالحها، وتغرق مصر في الديون سعيا لاحتلالها، ثم سعت، مع إنجلترا وألمانيا والنمسا لدى السلطان العثماني، للتخلص من الخديوي "إسماعيل" وفي يوم الخميس 26 من يونيو سنة 1879، ورد من السلطان العثماني ـ برقيا ـ فرمان خلع إسماعيل وتولية ابنه "توفيق" وفي السابعة من مساء اليوم نفسه أقيم الاحتفال بتنصيب "توفيق". وهكذا تغير الحكم في مصر بإرادة صريحة من الدول الخارجية، التي عادت لتغير سلطة الحكم مرة أخرى بعد ثلاث سنوات، حيث احتلت بريطانيا مصر لتتحول من ولاية عثمانية تتمتع بالاستقلال الذاتي إلى مستعمرة تحتلها بريطانيا. أما ابنه "عباس حلمي الثاني" فقد عزله الإنجليز ـ أثناء سفره خارج مصر ـ في العام 1914 مع وضع مصر تحت الحماية، وتولية أخيه تحت اسم "السلطان حسين كامل" وبعده جاء الإنجليز بأخيه "فؤاد" ليجعلوه سلطانا ثم ملكا.ويتمثل التغيير الأخير ـ بالنسبة لهذه الأسرة ـ في حركة الجيش (يوليو 1952) التي كان ميل المعادلة الدولية إلى أمريكا على حساب بريطانيا من أهم أسباب نجاح الحركة في إسقاط "الملك فاروق"، ولم يتوقف تأثير القوى الخارجية، بل ظلت فاعلة في سياق تبادل المواقع بين الطغمة العسكرية الحاكمة.