14 سبتمبر 2025

تسجيل

تفاءلوا بالخير تجدوه

22 مايو 2015

يحدث أن يُقدم أحدنا على عملٍ أو فعلٍ ما، لكنه خلال قيامه بهذا العمل ينتابه التردد والتوجس والخشية، حتى إنه يؤخر رجلاً ويقدّم أخرى، وسرعان ما يتبين له أن الأمر الذي أقدم عليه عصيّ على التحقيق صعب المنال.. ليظن أن الأمر برمته مشؤوم ومنحوس.. وقد يتقدم له شخصٌ آخر وينال دون عناء منه القبول والرضى. ويفسر ذلك بالحظ أو الصدفة المحضة التي فوتت عليه مسعاه وأضاعت منه فرصته!! بينما نالها غيره بكل سهولة ويسر.. لكن الصدفة ليست تفسيراً لما يدور حولنا ويحرك مصائرنا، فلكل شيء سبب كما يعلمنا العلم الحديث، ومن قبله القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.. وقد تبين من خلال العلم أن الذرة وهي المكوّن الأساسي الأصغر لكل ما حولنا في حركة دائمة دؤوب، إذ تكون نواتها ذات شحنات موجبة بينما تكون إلكتروناتها ذات شحنة سالبة، ويشرح لنا علم الذرة أن لحركة الذرة طاقة هائلة، وما يحدث هو: أن النواة تسحب الألكترونات بينما تدور هذه حول النواة.. ونحن كغيرنا من الكائنات الحية التي تحتوي على ذرات نطلق طاقات إيجابية وسلبية، تشدّ من حولها ما يحيط بها من طاقات من نفس النوع، فالطاقة الإيجابية المنبعثة من الإنسان تجتذب طاقة إيجابية من المحيط سواء من الأشخاص أو حتى من الأشياء، فما نطلقه من ذبذبات تجعل قانون الجذب يستجيب لها ويعكسها مرة أخرى نحونا، بشحنات مشابهة!!ويبدو ذلك من خلال ارتياح أحدنا لشخص ما دون غيره، أو تقبّل الآخرين لنا وتعاملهم معنا برحابة صدر، وكذلك السهولة واليسر التي تنجز بها أعمالنا ومهامنا أيضاً كرد فعل على الطاقة الإيجابية المنبعثة. وعلى العكس من ذلك عندما تسيطر علينا مشاعرالحزن والكآبة والإحباط والحسد والخوف والتردد تنطلق الشحنات السلبية مجتذبة شحنات سلبية مثلها، فتتعطل أعمالنا وينجذب لنا الأشخاص المكتئبون ونادبو حظهم ومن على شاكلتهم.. وقد أثبتت الدراسات والأبحاث الحديثة أن المعالجة عن طريق الطاقة الإيجابية الكامنة في الإنسان، أكثر نجاحاً من العلاجات التقليدية، ومن ذلك يأتي الطب النفسي السلوكي المعتمد على تشجيع الروح الإيجابية عند المريض النفسي، وقد دخل العلاج بالطاقة الإيجابية أيضاً مجال العلاج من الأمراض المستعصية والخطيرة ومنها السرطان، وبعد أبحاث عدة قام بها العلماء عن سبب استجابة البعض من الناس للعلاج دون غيرهم، اتضح أن مَن يستجيبون للعلاج تكون الطاقة الإيجابية لديهم أعلى ممن لم يستجيبوا، فالإحساس بالتفاؤل وقوة العزيمة والتشبث بالحياة وإمكانية قهر المرض، كلها تطلق طاقة إيجابية تقاوم المرض وتنجح بقهره.. ويأتي الطب البديل الذي يشمل الرقية والعلاج الشرعي الذي يؤمن البعض بتأثيره وقوته وقدرته على العلاج، حيث يرفع الطاقات الإيجابية عند المريض فتساعد على الشفاء.. ومن الأشياء التي تضفي الطمأنينة على النفس وتطلق الطاقة الإيجابية الصلاة، والاستماع للأناشيد الدينية وللموسيقى الهادئة والتجوال بين أحضان الطبيعة، وتناول الأطعمة النباتية أو ذات الأصل النباتي، وصحبة الأشخاص المتفائلين.. وقد أوجز الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف (تفاءلوا بالخير تجدوه)، وبتركيز شديد وبكلمات قليلة تأثير الطاقة الإيجابية على حياتنا، هذه الطاقة التي تسهّل لنا أشياء كثيرة من حولنا وتجعل من الحياة رغم المصاعب والمعوقات أكثر تفاؤلاً وسعادة.