11 سبتمبر 2025
تسجيلوها هو التسجيل ينتهي ويبقى البعض متردداً في هذه المدرسة أو تلك، وهناك من يُخرج أبناءه من مدرسة لأخرى لظروف كثيرة، بل وهناك من هو على قائمة الانتظار لبعض المدارس الخاصة! فاختيار مدرسة الطفل هي مسؤولية الوالدين، بل إن انتقاء مدرسة له أصبحت اليوم معضلة لدى البعض المتطلع لأن يدرس ابنه باللغة الانجليزية، فتجدهم مترددين بين اختيار المدارس الأجنبية التي تحوي جواً محافظاً، أو تلك التي لها قوة المنهج وصحة وسلاسة لكنة مدرسيها. وبطبيعة طول فترة الدوام الآن، وبانشغال الوالدين، أصبح تعليم الطفل أساسيات في الدين قليلة، إن لم نقل معدومة!! فيصبح تأثير المدرسة هو الواضح أولاً، ثم المربية أو الخادمة بالبيت، ولو افترضنا أن لا دور للخادمة في الأمر فإن الأم المستهلكة صباحاً في العمل لا تقدر على إعطاء المزيد في المساء، وإن حاولت جاهدة فوقتها ووقتهم قصير للالتقاء والتعليم والتلقين، بل إن الطفل قد يرفض تلقي المزيد لأنه منهك من الدراسة صباحاً والمراجعة عصراً.. لذا تصبح المدرسة هي الحاضنه الأولى للطفل، وهي التي لها التأثير الكبير في تكوين شخصيته وصياغة فكره وسلوكه؛ فتتأثر شخصيته بعدة أمور: 1) المعلم وهو القدوة والمثل السامي، ومن حب الطفل له تجده يقلده فيتقن كلماته وحركاته، فيسهل على المعلم غرس فكره بل وعقيدته. 2) المنهج المدرسي الذي قد لا يخضع للتعليم العالي في الجانب التربوي والعلمي والثقافي، فيُدخل به ما قد يخالف ديننا وعاداتنا وتقاليدنا.. وهناك نشاطات يجب ألا نقلل منها في تشجيع الطفل وتحبيبه بالمدرسة والمدرس، فتُغرس بطريقة مباشرة وغير مباشرة مفاهيم معينة في عقل الطفل، فيتلقاها ويتشكل بحسبها، والمصيبة أنها بمساعدتك دون أن تنتبه لها!3) المحيط الطلابي يؤثر تأثيراً واضحاً إما إيجابياً أو سلبياً، فتُخلق الصداقات منذ الصغر بين الجنسين. فتأكد أن الطفل وفي بيئةٍ اختلفت عن بيئته وسلوكياته يكون في حالتين، إما أن يظهر تلك السلوكيات الحسنة التي تعلمها في بيته فيعلمها غيره، وإما أن يضمرها لأن جميع من حوله يتصرف غير ذلك، فيكتسب من سلوكياتهم السيئة (في اللبس والكلمات والحركات بل والفكر) فالسيئ ـ دائماً ـ سهلٌ فعله، صعبٌ تركه. 4) وأخيرا نظام المدرسة وقوانينها التي قد تقبلها أو ترفضها، لكن مضطراً لها.لا تفرح بنطق طفلك لكلمتين إنجليزيتين فالصورة لم تتضح لك بعد، عن تشكل فكره بفكر من علمه! نلاحظ أن بعض الطلبة قد سُلبوا بإرادة والديهم حرية حق تعلم اللغة العربية، للإنجليزية الخالصة، بل إن الأهل لا يحدثونهم إلا بالإنجليزي ليصبح الطالب عربي الشكل غربي المنهج، سلس النطق بلغتهم، خالي الفكر متذبذب سطحي بالدين لا يعرف منه إلا قشوره، فيفقد لذة التمتع بقراءة القرآن، وإجادة الكتابة، ومناجاة الله حين حاجته، بل وللدعاء لوالديه مستقبلاً. أردتَ تمييزه فأصبح مميزاً بثقافة الغرب!! وانتهج نهجه.. ليكون أسلوب حياته!!.همسة لكل ولي أمر:نعم، نتمنى لأبنائنا تعليماً راقياً، وعلى مستوى عالٍ ونريد لهم التحدث بلغة العالم، بل وإتقانها، لكن يجب أن تطمئن للمدرسة ومنهجها ومدرسيها، لا تقل مدير المدرسة عربي مسلم بل انظر لمعلم طفلك! فإن كنا نرى العجب من بعض المسلمين في العقيدة والسلوك، فما بالك بمن دينه يخالف دينك؟! فجاء لتعليم أطفالنا وبقلبه هدف التنصير، أو زعزعة الدين، بنشر تربيتهم، وثقافتهم من خلال كتبهم، وغرس عاداتهم وقيمهم، وأسلوب حياتهم!! من خلال إجازاتهم وأعيادهم. فاختر لطفلك مدرسة تنفعه، ولا تعود عليكما إلا بالخير، وإلا فالمدارس المستقلة ما زالت بخير، وهي أفضل في محافظتها على الدين، وإن قل بالمنهج فإنها تبقى محافظة عليه، وعلى العادات والتقاليد. أخيراً لكل ولي أمر حرية اختيار ما يحب أن يرى عليه أطفاله مستقبلاً.دمتم في حفظ الله ورعايته.