18 سبتمبر 2025

تسجيل

النجمة السداسية.. والتاريخ

22 مايو 2011

في الأسبوع الماضي نشرت جريدة الجزيرة السعودية خبرا من القاهرة يقول: إن نجمة داود إسلامية، ولا علاقة لها بالصهيونية اعتمادا على رسالة دكتوراه في علوم الآثار، حيث (أشارت الرسالة التي أعدها عبدالرحيم ريحان مدير البحوث والدراسات بوزارة الآثار المصرية.. إلى أنه بالرغم من ظهور النجمة السداسية في حضارات مختلفة قبل الإسلام في الآثار المصرية القديمة والديانة الهندوسية والزرادشتية، لكن دلالاتها في الحضارة الإسلامية ارتبطت بمعان روحية عالية ودلالات خاصة، وأوضحت الدراسة أن نجمة داود هي أحد الزخارف الإسلامية التي وجدت على عمائر إسلامية منها قلعة الجندي في راس سدر في سيناء، التي أنشاها صلاح الدين الأيوبي، حيث وجدت هذه النجمة على مدخل القلعة، كما وجدت النجمة على طبق من الخزف ذي بريق معدني ينتمي إلى العصر الفاطمي، مشيرا إلى أنه تم الكشف عنها بواسطة بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية في منطقة راس راية في طور سيناء، وأوضح ريحان أنه لا أثر للنجمة السداسية في أسفار العهد القديم، مشيرا إلى أنها لم تصبح رمزا لليهود بشكل ملموس، إلا في القرن الـ 19 ما دعا الحكومة الفرنسية لإصدار قرار عام 1942 يلزم اليهود بعدم الظهور في الأماكن العامة دون نجمة داود). فما هو أثر هذا الاكتشاف على العلاقات العربية الإسرائيلية؟ وهل سيكون وسيلة لتمرير بعض المواقف الإسرائيلية على المستوى الاقتصادي وخاصة الترويج للبضائع الإسرائيلية التي تحمل نجمة داود باعتبار هذه النجمة ذات أصل إسلامي؟ وهل سيتغير نفور الشعوب العربية الرافضة للتعامل مع كل ما يحمل هذه النجمة؟ أم أن الخبر سيمر دون أن يلقى أي اهتمام من قبل الجانب العربي والإسلامي حكومات وشعوبا؟ إسرائيل التي سرقت وطنا لا يشغلها أن يقال عنها أنها سرقت شعارا، والمواقف الإسرائيلية لا تعتمد على هذا الشعار بصرف النظر عن أصله وانتمائه، بل أن مواقفها الاستراتيجية ذات سياسة قسرية اعتمادا على نظرية الغاية تبرر الوسيلة، والغاية الإسرائيلية هي السيطرة على العرب من البحر إلى البحر أي من الفرات إلى النيل.. مهما كانت الوسيلة.. عن طريق الاحتلال، أو عن طريق الاقتصاد، أو عن طريق المشاريع السياسة الملغمة بنوايا وأطماع معلنة أو خفية، وهي لن تغير سياستها لهذا السبب أو ذاك.. ولن يدعوها هذا الاكتشاف إلا إلى الإمعان في تزييف حقائق التاريخ، ولم يسلم من هذا التزييف التراث الفلسطيني برمته، فهذه الدولة التي وجدت من العدم، لا تتردد في ان تنسب لنفسها من الحضارة ما هو من إنجازات الأمم الأخرى، في سبيل تأصيل وجودها المزيف بكامله. ما تحققه إسرائيل ليس ناتجا عن قوتها بل هو ناتج عن ضعف العرب وتشتتهم وتفرقهم وتجزؤ أوطانهم، وخلافاتهم التي ما تنتهي في مكان حتى تبدأ في مكان آخر من عالمنا العربي، وقد وجدت إسرائيل في التمزق العربي فرصتها الذهبية للمضي في غطرستها وتعسفها وعبثها بكل القيم والمواثيق والاتفاقيات الدولية، وكأن العرب لم يتعلموا من دروس النكبة والنكسة والهزائم المتوالية، بل أن دولا كثيرة تدافع عن الحق العربي في فلسطين، أكثر مما يدافع العرب أنفسهم عن هذا الحق، وفي إسرائيل ذاتها جماعات ترفع شعار السلام مع العرب، لأنها تدرك عدم شرعية الوجود الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة، وتخشى على نفسها أكثر من خشيتها على هذا الكيان الذي يجسد كل معاني العنصرية والطغيان والحقد الأعمى ضد كل ما هو عربي أو إسلامي. لتكن نجمة داود إسلامية أو غير إسلامية، فليست هذه هي المشكلة، فإسرائيل وتحت أي شعار لن تتوانى عن الإمعان في استهتارها وعنجهيتها، إن لم يتفق العرب على كبح جماحها، وتقزيمها لتعرف حجمها الحقيقي الذي يتضخم كلما تضاءلت المواقف العربية الصارمة حيالها. [email protected]