14 سبتمبر 2025

تسجيل

أعداء النجاح والنفاق

22 مايو 2011

لا أحد يريد أن يكون منافقا وصاحب ألف وجه ولا احد أيضا يريد أن تتعطل أعماله ومصالحه. ولكن هناك من المسؤولين الصغار وأحيانا الكبار من يدفعون الناس دفعا إلى أن ينافقوهم ويداهنوهم حتى تنجز إعمالهم. وإذا كان الراشي والمرتشي في النار فان أيضا من ينافق من في يده الأمر والنهي من أجل أن تنجز مصلحته فهو أيضا آثم من وجهة نظري، حتى لو كانت غايته هو أخذ حقه فقط وليس الاعتداء بنفاقه على حقوق الآخرين. والنفاق مرض خطير وجرم كبير، فهو إظهار شيء وإبطان شيء آخر.. والنفاق أخطر من الكفر وعقوبته أشد لأنه كفر بلباس الإسلام وضرره أعظم ولذلك جعل الله المنافقين في أسفل النار، كما قال سبحانه: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً) صدق الله العظيم (النساء/145). والمنافقون دائما في حيرة من أمرهم وتذبذب بين الناس، هنا تارة وهنا تارة أخرى، مثل ذلك الشخص الذي ينتقل من مجلس إلى مجلس ينافق هذا، ويتحدث عن هذا لهذا وكل ذلك من أجل مصلحة أو منفعة مادية كانت أو معنوية أو مثل تلك السيدة التي تصادق الجميع وتتحدث عن الجميع للجميع وفي هذا يقول الله سبحانه في كتابه (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً) صدق الله العظيم (النساء/143). وللمنافقين صفات كثيرة أشهرها وأخطرها الكفر بالله قال تعالى: (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) (البقرة/13). ومن صفاتهم ايضا العداوة والحسد للمؤمنين كما قال سبحانه: (إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون) (التوبة/50 ). وهذا هو مربط الفرس كما يقولون إن النجاح يضايقهم والتفوق يزعجهم والعمل الدؤوب يسبب لهم حساسية بل يظلون يتربصون حتى يحطموا ما حققه المرء طوال مشوار حياته ساعتها يهدءوا ويرتاحوا ويقروا عينا واليوم لا احكي عن تجربة شخصية رغم ما أتعرض له في عملي الخاص الذي اعتبره عملا عاما، حيث اعمل في مجال التعليم منذ سنوات طويلة فبالتأكيد أعداء النجاح من المنافقين موجودون في كل مكان وكل موقع ويتشابهون وتصيبهم الحساسية، كما ذكرت عندما يسمعون عن نجاح شخص حتى لو كان صاحب مطعم صغير. فأنا أواجه كل يوم محاولات للهدم في عملي أو مهنتي ككاتبة تدافع وتعشق تراب وطنها وأواجه محاولات لهدم صرحي التعليمي بعراقيل الروتين ودهاليز الأوراق والرخص والقوانين التي تنفذ على ناس ولا تنفذ على آخرين اختاروا طريق النفاق سبيلاً لإنجاز المصلحة. وأنا أحكي عن كل شخص آثر أن يكون واضحا سليما يعمل فقط ويلتزم بالقانون الذي يطبق على الجميع دون لون أو شكل ودون عصبية ودون واسطة (الواو المحبطة التي تكلمنا عنها في المقال السابق) أو نفاق رخيص هذا الشخص يجب أن ينجز عمله دون تعب أو مجاهدة لان مثل هؤلاء المجتهدين هم من يبنون المجتمعات العظيمة وهم صناع التنمية الحقيقية وليس المنافقين ومحترفي الكلام فقط دون فعل يذكر. إننا اذ نتحدث عن منافقين ملأهم الطمع يريدون أن يشتركوا مع كل صاحب مشروع في ربحه البسيط وقد ذكرهم القرآن الكريم واصفا إياهم بالطمع والجشع.. (ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) (التوبة/58). وأخيرا لا أملك إلا الدعاء للجميع بطهارة القلب ونقائه، وأن يدعوا الناس ونجاحاتها ويركزوا في نجاحهم هم وأن يبحث كل شخص في حديث النبي الذي قال صلى الله عليه وسلم محذرا الأمة من النفاق وان يتحرى كل واحد منا نفسه بوضوح وصراحة (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر) رواه مسلم/53 وعن نفسي ادعو الله دائما اللهم اني اجعلك في نحورهم واعوذ بك من شرورهم، واللهم هل بلغت اللهم فاشهد وسلامتكم. [email protected]