11 سبتمبر 2025

تسجيل

المقاومة بالقراءة.. المساندة بالكتب

22 أبريل 2024

من أراد السبيل للمساعدة سيجده فإن لم يجده سيخترعه ليمضي فيه. مبادرة رائعة ونضال من نوع آخر لمنصة الكتب الجميلة «أبجد»، والتي عودتنا دائماً على اهتمامها برفد القارئ العربي في كل مكان بإمكانيات سهلة وميسرة وسريعة للقراءة عبر الانترنت. والآن.. تنهض منصة أبجد لمبادرة من نوع جديد، تحت شعار «أبجد مجاني في كل مناطق القطاع بدون شبكة الإنترنت»، وذلك على سبيل المواساة بالكتب والمساندة بالاطلاع والتشارك بالشغف والتضامن بالقراءة والمقاومة بالاطلاع، فتفتح آفاقا واسعة أمام القراء من أهالي قطاع غزة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها تحت القصف، حيث يبدو البحث عن كتاب، أي كتاب، بغياب قنينة الماء ورغيف الخبز وضماد الجرح، ترفاً حقيقياً وإن كان لكثيرين حاجة حقيقية ملحة!. ومن باب التضامن بما يملكه المرء من إمكانيات وقدرات، قررت أبجد أن تقدم الكتب لقراء غزة الذين فقدوا بيوتهم، وبالتالي مكتباتهم، وأصبح الحصول على كتاب أشبه بمهمة مستحيلة في ظل الواقع القاسي. قدمت أبجد لمبادرتها الجميلة والفريدة من نوعها، حتى الآن، برسالة مؤثرة نشرتها على مواقعها في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وقالت فيها: «سلام يا غزة.. يا وعدنا الصادق.. ‏من أجلك يا مدينة العزة.. نوجه قلوبنا ونصلي.. ‏سلام لمن فقدوا أحباءهم ودورهم وذكرياتهم. ‏طالما كان الكتاب أنيساً وسلاحاً وسلاماً ومواساة. ‏تضامناً مع أحبائنا في أرض الزيتون الغالية.. واستجابة لمطلب أشقائنا الأعزاء. ‏عكف فريقنا بالكامل لمدارسة الأمر وكيفية تلبيته. ‏وخرجنا بذلك القرار.. ‏أبجد مجاني من لحظة استخدام كود GazaRead ولمدة ٣ أشهر في كل مناطق القطاع علّك تجد بعض المحبة على أرفف مكتبتنا. أكثر من 25 ألف كتاب بين يديك تحمل الأمل وخالص الدعاء. حمل التطبيق الآن وافصل ال VPN لتتمكن من تفعيل الكود المتاح فقط لكل أصدقائنا في قطاع غزة. أبجد تتمنى لكم وقتاً سعيداً ونصراً قريباً وفرحاً طويلاً. هذه الخدمة تجريبية سعياً منا لخدمة إخواننا. شكراً لوجودكم معنا»!. ولا يخفى على مهتم رمزية هذه المبادرة التي سيستفيد منها كثيرون في غزة التي تعاني من انقطاع الانترنت لفترات طويلة، فهم وإن لم تتح لهم فرصاً حقيقية للقراءة في واقع مزدحم بالمرارات كلها من فقد ووجع وموات وتجويع وشعور متنام بالخذلان، لا بد أنهم سيستثمرون فرصة جميلة كهذه الفرصة لترميم ما تهدم من شغف طوال سبعة شهور تقريباً من العدوان الصهيوني غير المسبوق والمستمر ليلا ونهارا، كما أنهم سبحدون فيها دليلا على أن هناك من يهتم بأشياء تبدو خارج نطاق المساعدات الأولية التي تود البقاء على قيد الحياة. الكتاب هنا سيبقيهم على قيد الأمل والشغف والثقة على الأقل. وكل ما أتمناه الآن في سياق مبادرة منصة أبجد أن تجد بقية المؤسسات الثقافية ودور النشر العربية والعالمية الرسمية والأهلية طرقها الخاصة، لاكتشاف مبادرات أخرى غير معتادة لدعم الصمود الفلسطيني في غزة، بكل الأشكال والوسائل الممكنة. وإذا كانت غزة الآن تعاني من القصف والقتل والتدمير والتجويع والتجهيل والتهجير فهي ‏⁦حتماً تعاني أيضاً من أشياء أخرى كثيرة قد لا تبدو مهمة في القياسات المعتادة مقارنة بكل ما تقدم من معاناة، إلا أنها بقياسات أهل غزة الذين يحبون الحياة ما استطاعوا إليها سبيلا، لا تقل أهمية أبداً. فكل ما يسهم بصمود غزة في وجه العنوان المستمر على الصعيد الفردي أو الجمعي ينبغي أن يكون محل عنايتنا جميعا. شكرا لمنصة أبحد وللقائمين عليها. بانتظار أن يتسع الباب الذي فتحته على آفاق الحياة في غزة ليكون معبراً حقيقياً للنجاة