08 أكتوبر 2025

تسجيل

رمضان في زمن الكورونا

22 أبريل 2020

كشفت إحدى المجلات المشهورة أن فيروس كورونا أنقذ كوكب الأرض بعد ما أوشك أن تحل به كارثة بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتج عن دخان المصانع وعوادم السيارات والطائرات، واعتداء الإنسان على البيئة. وأوضحت أن الأرض تنفست بشكل كبير بعدما توقفت الحركة في معظم دول العالم، خصوصا الصناعية منها، وأن ثقب الأوزون قد التأم فوق القارة القطبية الجنوبية، وتحسن الهواء في 337 مدينة في العالم. "رب ضارة نافعة"، وما يدرينا أن الله دفع بهذا الفيروس خطرا أكبر كان على وشك الوقوع؟!. "وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" الآية 216 سورة البقرة، هذه التغيرات التي أحدثها انتشار وباء كورونا في العالم في هذا الوقت بالذات لابد من استغلال هذه الفرصة سواء في تغيير عاداتنا واكتساب عادات جديدة او العودة الى ممارسة عادات دعانا اليها ديننا الحنيف وتركها الناس بمرور الزمن، وفي حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ". من هذه القاعدة النبوية المفترض ان ينظر كل مسلم الى هذه الكارثة من هذه الزاوية، وقد أراد الله ان ينزل علينا هذا البلاء في هذا الوقت بالذات لحكمة يعلمها هو بعباده والأمر كله بيده، المعنى أنَّ المؤمنَ الكاملَ في الحالَتين على خير هو عند الله ان اصابته نعمة فهو يشكر الله وان اصابته ضراء أي بلية ومصيبة يصبر ولا يتسخط على ربه بل يرضى بقضاء ربه فيكون له أجر بهذه المصيبة، هكذا علمنا ديننا الحنيف، والحمد لله على نعمة الإسلام. شهر رمضان على الأبواب وتزامن وقته في ذروة هذه الجائحة التي اصابت العالم كله واراد الله ان يلفت عباده الى هذه العبادة العظيمة التي كان يمارسها المسلمون كل حسب هواه وغلبت عليها عاداتنا بدلا من العبادات المطلوبة في هذا الشهر الفضيل، حيث كثرت الكافيهات والمقاهي في شهر رمضان وإنتاج المسلسلات الهابطة والتسابق نحو العزائم والولائم الفخمة، أراد الله أن نستقبل هذا الشهر الكريم ونحن نتعبد بصومه كما امرنا سبحانه وتعالى، حيث مُنع الناس من التجوال وأقفلت المقاهي والمطاعم وتعطلت الاستوديوهات التي تصنع المسلسلات والبرامج الهابطة، ولعل الله أراد ان ينبهنا عن غفلتنا التي غفلناها ونصوم شهرا واحدا في حياتنا صوماً خالصاً لله، نتمنع فيه عن ممارسة عاداتنا التي كنا نمارسها في بقية الشهور ونخصص هذا الشهر للصيام والعبادة وقراءة القرآن واستغلال كل الوقت للتعبد في هذا الشهر الكريم. وسنخرج من رمضان هذا العام اكثر قوة وأكثر عزيمة في مواجهة ازماتنا وسوف يزيد ايماننا قوة ونتعايش مع الحياة اليومية مع وضع خطورة انتشار هذا الوباء العالمي وسيمنحنا الصيام جرعة إيمانية روحانية لم نشعر بها من قبل ولابد ان تسير الحياة مهما كانت الأقدار تخبئ لنا لأنها سنة الحياة والله خلقنا ان نعبده وهو المدبر لنا ولمن نعول الرزق والإطعام ولَم يوكل الينا هذه المهمة الشاقة ومهما فعلنا وشقينا سننال المكتوب لنا، وهذا امر إلهي ومن ارفع الايمان الايمان بقضائه وقدره، ولقد وعدنا الله في محكم كتابه اذ قال (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ، إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ). ◄ كسرة أخيرة،، علمتنا الحياة ان نأخذ دروسا من الشدائد والمآسي التي تمر بنَا وليس من أفراحها وتساهيلها، فهيا بِنَا جميعا نكيف حياتنا على الظروف التي قدرها الله لنا وتدور عجلة الحياة. ● كاتبة صحفية وخبيرة تربوية [email protected]