14 أكتوبر 2025
تسجيلكنت في مجلس الوالد حمد بن أحمد لاهوب الحسن المهندي، أحد رجالات قطر البارزين الذي تجاوز العقد التاسع من عمره في حب قطر وندعوا له بطول العمر. وسألني سؤالا جميلا وبكل عفوية وبراءة منه: ماذا ستفعلون بعد أن ينتهي البترول والغاز؟! قلت له نرجع إلى رؤية قطر الوطنية 2030. قال ما هي هذه الرؤية؟ قلت له لقد وضع سمو الأمير - حفظه الله ورعاه - رؤية وطنية طموحاً، تهدف إلى تحويل قطر بحلول عام 2030 إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وتأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلا بعد جيل. وتهتم الرؤية بتطوير وتنمية سكان دولة قطر ليكونوا سكاناً متعلمين أصحاء بدنياً ونفسياً يستطيعون بناء مجتمع مزدهر لديه قوة عمل كفؤة وملتزمة بأخلاقيات العمل مع المشاركة المستهدفة من قبل العمالة الوافدة في التنمية الاقتصادية، لينتج لنا اقتصادا وطنيا تنافسيا متنوعا، قادرا على تلبية احتياجات المواطنين في الوقت الحاضر، وكذلك في المستقبل، ويؤمن لهم مستوى معيشيا مرتفعا. كل ذلك في مجتمع عادل وآمن مستند إلى الأخلاق والرعاية الاجتماعية الحميدة، قادر على التعامل والتفاعل مع المجتمعات الأخرى، متمكن من لعب دور مهم في الشراكة العالمية والمحافظة على بيئة نظيفة وآمنة تضمن استمرارية التنمية البشرية والاقتصادية في هدوء وانسجام. ولم تغفل الرؤية المحافظة عن العادات والتقاليد والموروث القطري الأصيل. كذلك وضعت الرؤية احتياجات الجيل الحالي والأجيال القادمة والنمو المستهدف والتوسع غير المنضبط وحجم ونوعية العمالة الوافدة المستهدفة. ولتنفيذ تلك الرؤية باشرت الدولة بوضع إستراتيجيات وطنية تسعى من خلالها لتطبيق جزئيات الرؤية على الوزارات والمؤسسات المختلفة في فترات زمنية قصيرة لا تتعدى السنوات الخمس مع المتابعة الدقيقة لتلك الإستراتيجيات. وتبين الرؤية الخطط الموضوعة لبناء قطر في الحاضر والمستقبل والسبل الكفيلة بتحقيق ذلك على أرض الواقع. وقد حددت الرؤية زماناً افتراضياً لتحقيق الشمولية والبناء والتقدم وهو عام 2030، ولن يتوقف العمل مع الوصول إلى ذلك العام بل ستخلق فرصاً وأهدافاً أخرى تصب في نفس المرتكزات الأساسية السابقة. ولله الحمد لدينا شباب طموح يستطيع ان يفعل تلك الرؤية ويمضي بها كما رسمها سمو الأمير يحفظه الله. فقال لي الوالد حمد: إنها رؤية جميلة ولكن تحتاج أن يفهما كل الشباب. فقلت له هذا دورنا نحن كإعلاميين نبينها لهم وتقوم المؤسسات المجتمعية بإطلاق مبادرات لحث الشباب على ذلك.. وها نحن نحتفي في هذا الشهر بمبادرة مركز نماء لتذكير الشباب بهذا العمل الوطني الكبير وحثهم على معرفة الرؤية الوطنية وتطبيقها. وأنا من واجب المساهمة مع الإخوة والإخوات في نماء، أقوم بنشر تلك الثقافة عن الرؤية الوطنية في وسائل الاعلام المختلفة والمجالس كما هو الآن في مجلسكم العامر.. واتمنى أن يطلع على تلك الرؤية الصغير والكبير وأن توضع ضمن المناهج الدراسية وتنشر في الوزارات والمؤسسات، وألا تكون معرفتها سطحية كما هي لدى البعض من المواطنين والمقيمين. نعم حتى المقيمين يجب أن يعرفوها لأنها تهم كل من يتواجد على أرض قطر. لقد قطعت الرؤية شوطا كبيرا في تحقيق أهدافها وهي الآن في مرحلة التطبيق بالوزارات والمؤسسات من خلال إستراتيجياتها الوطنية. لنتكاتف جميعا في تحقيق الرؤية الوطنية 2030 ونشجعها في كل مكان .. ولتكن موجودة في أذهان كل الشباب، فهم قادرون بإذن الله على ذلك وشعارهم فيها "قول وفعل 2030". [email protected]