14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); وفجأةهبطت ع الميدانمن كل جهات المدن الخرساألوف شبانزاحفين يسألوا عن موت الفجرأي "إلهام" منح "الأبنودي" تلك "الرؤيا" التي أصبحت "رؤية" بعد أكثر من 30 سنة على كتابتها؟ وهل "كتبها" هو، أم الأدق أنها كتبته، وكتبتنا معه؟ كيف رأى "الأبنودي" ثورة 25 يناير قبل عقود من اندلاعها؟ وهل كان يمكن أن يصف انبثاقة ضوئها -الأولى والعبقرية- بأفضل من هذا لو أنه انتظر حتى يراها بعينه؟ لا أظن.في 25 من يناير 2011 بدأ المشهد بجماعات صغيرة متفرقة، بعضها يعد على أصابع اليد الواحدة، كأنها قطرات مطر شحيح في صحراء واسعة. كالعادة كان عدد العساكر أكبر من عدد عصافير الحرية، لكن "حدسا ما" كان يبشر بأننا في يوم لا ككل الأيام، هذا الحدس الذي قرأناه وكتبناه من قبل، كنا -في ذلك اليوم- نكتمه، كأننا نخشى عليه حتى من نسمة الهواء ومن البوح. وأكثرنا شجاعة لم "يتجاسر" على "الجهر" بتفاؤله إلا في منتصف اليوم.كانت العيون تلمع بما لم تنبس به الشفاه، وفجأة راحت حبات المطر تتجمع لتصبح نهرا فياضا، عفيّا وخيّرا، وصفه "الأبنودي" في قصيدته "الأحزان العادية" التي كتبها في يوليو 1980، أي قبل 365 شهرا من الثورة، كأن الفاصل بينهما سنة، كل يوم منها يساوي شهرا!ثم، وفي مثل هذه الأيام منذ عام، لوَّح "الأبنودي" بيده مودعا، مغادرا الحياة عن 77 عاما (11 من أبريل 1938 – 21 من أبريل 2015) بدأها واختتمها في أيام "الحسومات" وهي، حسب التقويم المصري القديم، أيام عاصفة، يتردد طقسها بين الحر والبرد، وأفقها بين المترب والمطير. يقول الفلاحون إنها أيام عقيم، يندر أن يعيش من يولد فيها، لكن "الأبنودي" كان له رأي آخر.