16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أحسب أن دول الخليج التي كانت ترى بالولايات المتحدة شريكا في الحفاظ على موازين القوة التقليدية في المنطقة لا تتوقع كثيرا من القمة الأمريكية الخليجية، فالرئيس أوباما كشف أوراقه ورؤيته في مقابلة أجراها معه جيفري جودلبيرج ونشرت قبل أقل من شهرين في مجلة ذي أتلانتيك وفيها أعلن عن مبدأه الذي أسهم بشكل كبير بتمكين قوى زعزعة الاستقرار وعلى رأسها إيران، لهذا ربما لا تتوقع دول الخليج كثيرا من الإدارة الجديدة لأن الرئيس الحالي هو أقرب إلى البطة العرجاء منه إلى رئيس يؤخذ على محمل الجد في قضايا خارجية.أتفق مع أحد المستشارين الأمريكان في السياسة الشرق أوسطية روبرت مالي عندما قال: إن الخلافات لن تزول بمجرد لقاء قمة لكني اختلف معه في التقييم بأن القمة ستبرز الإنجازات، فدول الخليج ليست بحاجة لقمة حتى تتعرف على إنجازات إدارة أوباما في الشرق الأوسط، وأكاد أجزم أن قادة الخليج يتطلعون إلى ما بعد أوباما للتعرف على مواقف الإدارة القادمة بعد أن غسل الجميع يديه من إمكانية أن تصنع إدارة أوباما الفرق. الفرق الجوهري بين موقف دول الخليج وموقف إدارة أوباما لا يرتبط بضرورة محاربة الإرهاب بقدر ما يرتبط بفهم المعادلة الشرق أوسطية قيد التشكل في شرق أوسط متغير، ففي وقت يريد أوباما شحذ الهمم من أجل محاربة داعش يرى قادة الخليج أن الأصل هو محاربة ظروف التطرف التي تنتج الإرهاب وهنا الحديث عن ضرورة إزالة الرئيس الأسد الذي يشكل وجوده السبب الرئيس لقدرة تنظيم داعش على الحشد والتعبئة والاستمرار. وبدا لافتا في السنوات الأخيرة أن بقاء الأسد رغما عن السوريين كان بمثابة الصاعق الذي فجر فتيل الإرهاب في السنوات القليلة الماضية.ربما سيتعرف الرئيس أوباما بأن قادة المنطقة لن ينتظروا الولايات المتحدة إلى ما لا نهاية، فهناك توجه خليجي لافت يركز على امتلاك زمام المبادرة وتشكيل تحالفات إقليمية من أجل ردع وتحجيم الدولة التي تقف خلف الإرهاب وهنا الحديث عن إيران التي تدين باستقوائها وغطرستها إلى الاتفاق النووي الذي تقدمه إدارة أوباما كتركتها في الشرق الأوسط. ولعل تحركات الملك سلمان الأخيرة في توثيق التحالف مع تركيا ومع مصر رغم الخلافات الهامشية يشي بأن ثقل السعودية وحلفائها بدأ يبرز بشكل لا تخطئه العين المجردة! بتقديري أن هذا هو التغير الأكبر الذي أجبر أوباما على التعامل مع قادة خليجيين سحبوا ثقتهم من أوباما ومن سوء إدارة ملف الشرق الأوسط منذ أن جاء أوباما إلى سدة البيت الأبيض.لنكن أكثر صراحة ونقول إن هناك مرتكزين في سياسة أوباما الأول مرتبط بتغيير في مقاربة الإدارة والذي يركز حد الهوس على ضرورة عدم الانخراط في حرب جديدة، والواقع يشير إلى أن قوى زعزعة الاستقرار مثل إيران تفسر موقف أوباما بأنه يعكس ضعفا أمريكيا ولهذا تحركت إيران لاستثمار هذا الانطباع، فبدلا من أن يطمئن أوباما أهل المنطقة شجع إيران على انتهاج سياسة مزعزعة للاستقرار دون أن تدفع إيران ثمن لقاء محاولاتها في التوسع والهيمنة والتدخل في شؤون الدول الأخرى. أما المرتكز الثاني فيتعلق بفهم أمريكي غريب نوعا ما يتمثل بضرورة إحداث توازن بين السعودية وإيران وهو تعبير مخفف لتواطؤ الرئيس أوباما مع إيران التي يراها العالمان الإسلامي والعربي بأنها مصدر الإرهاب في المنطقة، ويحتار المرء كيف لإدارة أوباما ألا تشير إلى حزب الله وميليشيات إيران التي روعت السوريين ولا تصفها بحقيقتها وهي أنها تحترف الإرهاب! بطبيعة الحال سوف يقوم الرئيس أوباما بقول ما يجب أن يقال لكن تجربتنا مع هذا الرئيس وإدارته تشي بأنهم يقولون ما لا يفعلون، ومن هنا لا يمكن الارتكان على تصريحات والتزامات أوباما، فالمسألة واضحة وضوح الشمس، فرئيس البيت الأبيض الحالي هو بطة عرجاء من غير المأمول بأن يغير موقفه في الأشهر الأخيرة من ولايته الثانية.بمعنى آخر وبصرف النظر عن محاولات أوباما الكلامية لطمأنة حلفائه، فإنه لا يبدو في وضع يسمح له بتغيير مقاربته في الأشهر الأخيرة من ولايته، طبعا ليس المطلوب إظهار العداء للولايات المتحدة غير أن المسألة الأهم عربيا هو أن هناك أطرافا مهمة بدأت تنويع تحالفاتها وخياراتها الاستراتيجية ولم تعد محصورة على التفاهم مع واشنطن. وهذا الأمر يزعج إدارة الرئيس أوباما ومن يأتي من خلفه لكن لا ضير!