11 سبتمبر 2025
تسجيلمن الأمور التي تتطور وتستحق الاهتمام خلال الأشهر القادمة تقارير الهيئات الدولية الشهرية التي تراقب وتُحلل توجهات السوق ، وجاء تقرير سكرتارية منظمة الأوبك لشهر أبريل 2015 والذي أكد على أمور أبرزها تعافي وارتفاع الطلب العالمي من 91.3 مليون برميل يومياً في عام 2014 إلى 92.45 مليون برميل يومياً خلال عام 2015 ، أي زياده تدور حول 1.15 مليون برميل يومياً وهو مؤشر جيد على تأثير هبوط أسعار النفط على أداء الاقتصاد العالمي ومعدل تنامي الطلب العالمي على النفط ، الأمر الثاني هو أن إجمالي إنتاج النفط الأمريكي يبقى عند 13.6 مليون برميل يوميا خلال النصف الثاني من عام 2015 وهو أيضاً مؤشر إيجابي في صالح توازن السوق ودعم الأسعار كذلك فإن في الربع الأخير من عام 2015 يثبت عند متوسط الإنتاج في عام 2014 من دون تغيير وهو أيضاً مؤشر إيجابي لتأثير الأسعار على إنتاج النفط الأمريكي ، كذلك يشير التقرير إلى أن الطلب العالمي على نفط الأوبك يشهد ارتفاعاً خلال الربع الثالث من عام 2015 عند 30.3 مليون برميل يومياً و 30.7 مليون برميل يومياً خلال الربع الرابع من عام 2015.لكن الأمر لا يخلو من المحاذير خصوصاً في ظل تعافي إنتاج النفط في ليبيا والعراق وارتفاع النفط السعودي بالإضافة إلى موعد عودة النفط الإيراني إلى السوق النفطية وهو ما سيؤثر على تسعير النفط الخام بشكل عام وفي أسواق الشرق بشكل خاص، فإن المخاطر مازالت حول ارتفاع المعروض وهو تحد يواجه السوق خصوصا أنه من داخل المنظمة وليس من خارجها ولكن أوبك نجحت في السابق ولا يوجد سبب من إمكانية تحقيق النجاح مرة أخرى لأنه يمثل أمنا استراتيجيا لأعضاء المنظمة بلا استثناء، وتبقى التطورات الجيوسياسية العامل الرئيسي في استمرار دعم أسعار النفط وعدم تركيز السوق على ارتفاع المخزون أو ارتفاع إنتاج أوبك خلال شهر مارس بـ 800 ألف برميل يومياً ، كما أن قيام المضاربين بتعزيز مراكزهم في الأسواق الآجلة أسهم في دعم أسعار النفط.أما تقرير وكالة الطاقة الدولية لشهر أبريل يشير إلى ارتفاع الطلب العالمي على النفط من 92.5 مليون برميل يومياً في عام 2014 إلى 93.6 مليون برميل يومياً في عام 2015 أي زيادة مقدارها 1.1 مليون برميل يومياً، وهذه الزيادة تأتي من أسواق بعينها آسيا قريبا من 740 ألف برميل يومياً، منطقة الشرق الأوسط 160 ألف برميل يومياً، إفريقيا 170 ألف برميل يومياً.تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم حيث تستهلك ١٩ مليون برميل يوميا في ٢٠١٤ أو ما يعادل ٢١٪ من استهلاك العالم ، كما يرى بنك دويتشي أنها تمثل ثاني سوق بالنسبة للإسهام في ارتفاع الطلب العالمي على النفط خلال عام ٢٠١٥، فقد سجل الاستهلاك الأمريكي زيادة كبيرة خلال الربع الأول من عام ٢٠١٥، فقد ارتفع بمقدار ٨٠٠ ألف برميل يوميا مقارنة بالفترة ذاتها من عام ٢٠١٤ ، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب الأمريكي على النفط من 19.04 مليون برميل يومياً خلال عام 2014 إلى 19.25 مليون برميل يومياً خلال عام 2015 ، أي زياده مقدارها 210 ألف برميل يومياً ، كما أن ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي لشهر أبريل 2015 إلى 95.9 من 93 في شهر مارس 2015 يمثل تحسنا كبيرا يصب لصالح تعافي الاقتصاد الأمريكي.تعتبر السوق الأمريكي من أكبر المستفيدين من هبوط أسعار النفط بسبب أمرين (١) أكبر مستهلك للنفط في العالم (٢) نسبة الضرائب على أسعار المنتجات المحلية أقل مقارنة بأسواق أخرى وبالتالي هبوط الأسعار ينعكس على المستهلك النهائي، ولكن مع ارتفاع تدريجي متوقع لأسعار النفط الخام خلال النصف الثاني فإن ذلك سيقيد الزيادة في تنامي الاستهلاك الأمريكي من المنتجات البترولية نسبياً. كما أن البيت الاستشاري يتوقع انخفاضا في إجمالي إنتاج النفط وسوائل الغاز في الولايات المتحدة الأمريكية من 12.5 مليون برميل يوميا خلال الربع الثاني من عام 2015 ، 12.4 مليون برميل يومياً في الربع الثالث من عام 2015 ، إلى 12.3 مليون برميل يومياً خلال الربع الرابع من عام 2015، وهو أمر إيجابي لصالح السوق وتأثير هبوط أسعار النفط على إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية ، كما يتوقع التقرير ارتفاعا في الطلب على نفط الأوبك من 28.3 مليون برميل يومياً خلال الربع الثاني من عام 2015 إلى 29.8 مليون برميل يومياً خلال الربع الثالث من عام 2015 إلى 30.3 مليون برميل يومياً خلال الربع الرابع من عام 2015 ، وهو أيضاً يعني أن عام 2015 لم يكن كما كانت تتوقعه سوق النفط من أن الأسعار ستهبط دون 30 دولارا للبرميل والأسباب في ذلك عديدة ذكرنا بعضها ومن بينها أيضا انخفاض في قيمة صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى.الرئيس التنفيذي لشركة بي بي يعتقد أنه لا يتوقع تعافيا سريعا للأسعار خلال الأشهر القادمة أو في الأفق ولكنه واثق أن شركة بي بي تستطيع التأقلم مع مستويات أسعار النفط الحالية لفترة طويلة، وأنه بالنظر إلى قوة الدولار فإنه بالإمكان اعتبار سعر المائة دولار للبرميل على أساس أنه حالياً في حدود الثمانين دولارا للبرميل.الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية يتوقع أن تظل أسعار نفط خام برنت خلال عام 2015 تدور حول 60 دولارا للبرميل، وأن السوق قد تأقلم مع اعتبارات عودة إيران للسوق النفطية، وأنه يتوقع عودة بطيئة للنفط الإيراني للسوق النفطية أما عودة كاملة للسوق النفطية بمعنى رفع الإنتاج بمليون برميل يوميا لن يكون قبل ثلاث سنوات تقريباً.