17 سبتمبر 2025

تسجيل

تقوى الله

22 أبريل 2012

كل يوم يمر على العبد وهو حي يرزق فى هذه الدنيا فهو محاسب، عن ماله وولده وعمره وشبابه، عن صحته ومرضه وعن عمله، وكثير منا فى هذه الدنيا يغفل عن اشياء قد يراها تافهة لاقيمة لها ولكنها عند الله عظيمة.. كمن يتهاون فى كسب الرزق ولايهتم ويدقق فيما يدخل بيته وجوفه، ولا يهتم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "كل جسد نبت من حرام فالنار اولى به " فأكل الحرام يمحق البركة من كل شيء فلا تجد بركة فى الاولاد ولا الصحة ولا في المال. والحرام يحول بين العبد وربه فلا يستجاب الدعاء لمن استحل الحرام ولا تقبل منه الصدقة، وعندما نقرأ قصة الشاب الورع التقى الفقير الذى اشتد به الجوع ومر على بستان تفاح واكل تفاحة حتى ذهب جوعه، ولما رجع الى بيته بدأ يلوم نفسه ويؤنبها فذهب يبحث عن صاحب البستان وقال له: بالامس بلغ بى الجوع مبلغا عظيما وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وهذا انا اليوم استاذنك فيها. فقال له صاحب البستان: والله لا اسامحك بل أنا خصيمك يوم القيامة عند الله.. فتوسل الشاب أن يسامحه، إلا أنه ازداد اصرارا وذهب وتركه. ولحقه الشاب وظل عند بيته ينتظر خروجه الى صلاة العصر، فلما خرج وجد الشاب مازال واقفا فقال له: ياعم انني مستعد للعمل فلاحا عندك من دون أجر ولكن سامحنى. فقال له: اسامحك لكن بشرط ان تتزوج ابنتى، لكنها عمياء وصماء وبكماء وايضا مقعدة لا تمشي، فإن وافقت سامحتك. قال له: قبلت ابنتك.. تخيل معي عزيزي القارئ يقبل الزواج من فتاة بكل تلك الابتلاءات ليسامحه صاحب البستان، فأي خوف من الله ذلك.. وأين نحن الآن من هؤلاء؟! فتخيل ماذا كان جزاء ذلك الشاب الورع: تزوج من فتاة جميلة لم يجد فيها إلا الكمال فى كل شيء.. وعندما رأته متعجبا قالت له: اننى عمياء من النظر الحرام، وبكماء من قول الحرام، وصماء من الاستماع الى الحرام، ومقعدة لا تخطو رجلاي خطوة الى الحرام، وأبي يبحث لي عن زوج صالح، فلما أتيته تستأذنه في تفاحة وتبكي من اجلها، قال ابي: ان من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له حري به ان يخاف الله فى ابنتي، فهنيئا لي بك زوجا، وهنيئا لابي نسبك.. فهذا هو جزاء من يخاف الله ويتقيه. خاف من اكل تفاحة بدون علم صاحبها، فكان خوف الله ومراعاته وتجنب اكل الحرام سببا فى سعادته ورضا الله.. (ومن يتق الله يجعل له مخرجا . ويرزقه من حيث لا يحتسب) فتقوى الله من اسباب النجاة والرزق والبركة، فهو الرقيب الذى لا يغفل. واخيرا الى كل من تسول له نفسه استحلال ما ليس له وعدم الاكتراث بأكل مال فيه شبهة حرام نقول: ان العواقب وخيمة فى المال والنفس والولد، وإن الحرام مثل ماء البحر لايروي عطشان وان الدنيا بكبرها لا تساوى عند رب العزة جناح بعوضة. قال الذهبي في كتابه (الكبائر) - الكبيرة الرابعة والثلاثون: الخيانة: والخيانة في كل شيء قبيحة، وبعضها شر من بعض، وليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك ومالك، وارتكب العظائم. وقال صلى الله عليه وسلم: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له". (رواه أحمد 3/135). وكل من يخاف الله ويراعى الله فيما اؤتمن عليه، ولا يدخل على بيته وأهله وعياله إلا الحلال، له عند الله الاجر العظيم والثواب الكبير، فهو الكريم الوهاب الذي يعطي بلا حساب.. وسلامتكم. [email protected]